الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خالد العناني مرشح مصر لرئاسة اليونسكو.. مسيرة حافلة بالإنجازات

  • مشاركة :
post-title
الدكتور خالد العناني مرشح مصر لمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو (أ ف ب)

القاهرة الإخبارية - مروان حسين

تختار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، غدًا الاثنين، المدير العام الجديد للمنظمة، خلفًا للفرنسية أودري أزولاي، وذلك قبل التصديق على الفائز خلال جمعية عامة للمنظمة تُعقد في السادس من نوفمبر المقبل بمدينة سمرقند بأوزبكستان.

يتنافس على المنصب المرشحيْن الأوفر حظًا، المصري خالد العناني، والكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، إذ يتجه تصويت المجلس التنفيذي للمنظمة لإصدار توصية بأحد الاسمين، ويُعد هذا التصويت بالغ الأهمية، إذ لا يُذكر أن الجمعية العامة سبق لها أن خالفت توصيات المجلس التنفيذي بهذا الشأن.

من هو خالد العناني؟

الدكتور خالد أحمد العناني، عالم المصريات ووزير الآثار والسياحة الأسبق، الذي يخطو بثبات نحو سباق قيادة منظمة اليونسكو، ممثلًا عن مصر والعالم العربي وإفريقيا، يعُد أحد أبرز الوجوه المصرية في مجالي الآثار والسياحة، وواحدًا من القلائل الذين جمعوا بين الخبرة الأكاديمية والإدارة التنفيذية على أعلى المستويات.

ولد العناني في محافظة الجيزة عام 1971، على مرمى حجر من الأهرامات التي ستظل شاهدة على شغفه الأول، ألا وهو التاريخ والهوية المصرية، وتخرّج في كلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه 3 في فرنسا عام 2001، ثم درس السياحة والإرشاد في جامعة حلوان، ثم نال الدكتوراه في علم المصريات من فرنسا، ليصبح أحد أبرز الباحثين في التراث الإنساني القديم.

على مدى مسيرته الأكاديمية، قدّم "العناني" إسهامات مهمة في دراسة الحضارة المصرية القديمة، وعمل أستاذًا بجامعة حلوان، كما شغل مناصب أكاديمية وإدارية عدة، أبرزها رئاسة قسم الإرشاد السياحي ثم وكالة الكلية لشؤون التعليم والطلاب.

منصب وزاري ونهضة سياحية

لم يكن طريقه أكاديميًا فقط، فمنذ تعيينه وزيرًا للآثار في حكومة المهندس شريف إسماعيل عام 2016، تميَّز "العناني" بقدرته على الجمع بين الدقة العلمية والروح البراجماتية في مهامه الوزارية، وفي حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الأولى عام 2019، بعد إضافة وزارة السياحة إلى مهامه، أشرف العناني بنفسه على دمج وزارتي السياحة والآثار، ما أدى إلى تحقيق تآزر غير مسبوق بين وزارتين كانتا منفصلتين منذ عام 1966.

وشهدت مصر تحت قيادته، افتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وتنظيم موكب المومياوات الملكية الذي أذهل العالم، لتعود القاهرة من جديد إلى واجهة التاريخ بثوب من الفخر والإبهار، إلى جانب تطوير المتحف المصري بالتحرير ومشروعات ترميم كبرى في الأقصر وسقارة.

التزام راسخ بتعزيز وحماية التراث

يعد التزام العناني بالنهوض الثقافي والحفاظ على التراث التاريخي سمة ثابتة طوال مسيرته المهنية، إذ افتتح خلال فترة ولايته الوزارية أكثر من خمسين مشروع ترميم بالمواقع والمباني والقصور الأثرية، والمباني الدينية التاريخية، بحسب الموقع الرسمي لمنظمة "اليونسكو" على شبكة الإنترنت. 

وتمكن من إنجاح عمل أكثر من 300 بعثة أثرية مصرية ومشتركة وأجنبية قادمة من 25 دولة، ما أدى إلى اكتشافات أثرية مهمة توسع نطاق فهمنا الجماعي للحضارة المصرية وتزيد من معرفتنا لتاريخ الإنسانية.

كما عمل على تنفيذ مشروعات إنقاذ تهدف إلى خفض منسوب المياه الجوفية من أجل حماية العديد من المواقع الأثرية، لا سيما موقع أبو مينا الذي أدرجته "يونسكو" على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2001.

مُروِّج لثقافة السلام

يُعد العناني رمزًا للاحترام العميق للتنوع الثقافي والإيمان القوي بالسلام من خلال الحوار المتبادل، إذ يؤمن بفاعلية النظام متعدد الأطراف في معالجة التحديات العالمية المعاصرة.

كما مكنه فضوله، واحترامه للتنوع، وخبرته الدولية الواسعة من التزامه بتعزيز التعايش بين الثقافات والأديان.

وفي هذا الصدد، عمل على ترميم دور العبادة لمختلف الأديان، مثل جامع الأزهر الشريف، والكنائس والأديرة القبطية ولا سيما الواقعة على مسار "رحلة العائلة المقدسة"، والآثار اليهودية مثل معبد إلياهو هانبي في الإسكندرية.

كما أشرف على تقديم ملف "الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة إلى مصر" إلى يونسكو، قبل أن يتم إدراجه على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

تكريم دولي

نال العناني وسام فارس في الفنون والآداب من فرنسا عام 2015، ووسام الاستحقاق من بولندا عام 2020، ووسام الشمس المشرقة من اليابان عام 2021، تقديرًا لدوره في دعم التعاون الثقافي الدولي وحماية التراث الإنساني، وهو ما يجعل ترشحه لمنصب مدير عام يونسكو للفترة 2025–2029 خطوة منطقية في مسيرة رجل جمع بين العلم والدبلوماسية والرؤية الحضارية.

بهذه السيرة الزاخرة، يمثّل "العناني" تجسيدًا حقيقيًا لقيم "اليونسكو"، من خلال مسيرته الأكاديمية والإدارية والسياسية الثرية، والتزامه العميق بحماية التراث وتعزيز التعليم والبحث العلمي، فرؤيته الشمولية، وخبراته المتنوعة، وهويته الثقافية المنفتحة، تؤهله لأن يكون قائدًا قادرًا على إحداث الفارق، وجسرًا للتفاهم بين الشعوب. وبذلك يظل مرشحًا مثاليًا لقيادة "يونسكو" نحو مستقبل أكثر عدلاً وإنسانية وتقدمًا.