الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إعمار بلا تهجير.. وعد بخطة ترامب يجهض المخطط الإسرائيلي في غزة

  • مشاركة :
post-title
القصف الإسرائيلي المستمر سوى المباني في غزة بالأ{رض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، بنودًا تتعلق بالتنمية الاقتصادية وإعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين قسريًا، وهي عملية قد تستغرق سنوات طويلة، وتتكلف مليارات الدولارات، وفق ما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وكان الرئيس الأمريكي وضع خطة شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من 21 بندًا، تشمل انسحابًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي على ثلاث مراحل، وإدارة قطاع غزة بموجب حكم انتقالي مؤقت من قِبل لجنة فلسطينية تكنوقراطية غير سياسية.

تَعِدُ الخطة فورًا بإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبإرسال "مساعدات كاملة على الفور" إلى غزة التي تعاني من المجاعة جراء الحصار، وبإطلاق سراح نحو 1700 من سكان غزة الذين تعتقلهم إسرائيل.

وإلى جانب ذلك، تَعِدُ الخطة أيضًا بإعادة إعمار وتطوير غزة لصالح شعبها، مع ضمان بأن إسرائيل لن تحتل أو تضم القطاع، وأن القوات الإسرائيلية ستنسحب تدريجيًا.

كما يوجد وعد بعدم إجبار أي من سكان غزة على مغادرة القطاع، بعد أن كان ترامب أثار مخاوف في وقت سابق من هذا العام، باقتراحه أن تستولي الحكومة الأمريكية على قطاع غزة بعد تهجير سكانه، وتحوله إلى منتجع سياحي.

وقالت "فايننشال تايمز" إنه حال اعتماد الخطة وصمود وقف إطلاق النار، فإن إزالة نحو 54 مليون طن من الحطام الخرساني وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية في غزة والمدن المدمرة قد يكلف مليارات الدولارات ويستغرق سنوات عديدة، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.

يقول مسؤول إغاثة كبير يتابع الدمار عن كثب إنه كان هناك أمل في العام الماضي في استخدام "نموذج تدريجي" لإصلاح الأحياء والمرافق القائمة وتطويرها، لكن حجم الدمار في الأشهر التي تلت ذلك يتطلب الآن نهجًا يبدأ من القاعدة إلى القمة.

رغم أن الخطة الأمريكية تنص صراحة على أنه لن يكون هناك نزوح قسري، فإن العديد من سكان غزة يخشون أن يكون الدمار مقدمة لطردهم من القطاع أو إجبارهم على ما يسميه المسؤولون الإسرائيليون "الهجرة الطوعية" لأن وطنهم أصبح غير صالح للسكن.

يقول أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: "أشعر أننا نقتلع من جذورنا، وليس مجرد تهجير مؤقت.. هذا التدمير الشامل للأرض يهدف إلى قطع صلتنا بها، ليزرعوا فينا فكرة أنه لا يوجد ما نعود إليه".

تشير أحدث تقييمات الأمم المتحدة، التي استندت إلى صور الأقمار الصناعية التي نشرت في 6 أغسطس الماضي، إلى أن 78% من المباني في قطاع غزة تضررت وأكثر من نصفها دُمِّر بالكامل.

تعرضت جميع الأراضي الزراعية تقريبًا لقدر من الدمار، وستحتاج إلى إعادة تأهيل لتعود إلى الإنتاج، كما أصبحت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية غير قابلة للوصول إليها لوقوعها في مناطق عسكرية محظورة تسيطر عليها إسرائيل.

دُمرت غالبية المدارس أو لحقت بها أضرار جسيمة، ولم تتبق أي جامعة قائمة، وفقد الطلاب عامًا دراسيًا ثانيًا، ولا أحد يعلم كيف أو متى سيستأنف التعليم.

بالإضافة إلى الدمار، أُدرج أكثر من 80% من أراضي قطاع غزة ضمن مناطق حظر عسكري إسرائيلي، أو شملها أوامر تهجير قسري، ويُقدَّر أن نصف هذه المساحة دُمِّرت بالكامل، وفقًا لمسؤولي الإغاثة.

في فبراير، قدَّر البنك الدولي تكلفة إعادة إعمار القطاع وإصلاح الأضرار التي لحقت به خلال العام الأول من الحرب وحتى أكتوبر 2024 بنحو 53 مليار دولار. ولم يحدِّث البنك تقديراته بعد، ولكن منذ ذلك الحين لم ينجُ قطاع غزة من القصف الإسرائيلي العنيف.

يقول الشوا: "فُقد كل شيء، ولم يبق إلا القليل.. الدمار هذه المرة مختلف عن أي حروب سابقة في غزة.. يحتاج القطاع إلى إعادة بناء من الصفر".

في مدينة غزة، كما في سائر أنحاء القطاع، سُوّيت أحياء سكنية بأكملها بالأرض أو قُصفت أو هُدمت بالجرافات أو فُجِّرت بمركبات مدرعة مُحمَّلة بالمتفجرات يتم التتحكم فيها عن بعد.

بدأت عمليات الهدم الممنهجة على الجانبين الشرقي والجنوبي للمدينة قبل أشهر من إصدار إسرائيل أمرًا بتهجير السكان بالكامل في 9 سبتمبر، وبعد أسبوع من ذلك شنت هجومها البري.

وفقًا لتقييمات الأمم المتحدة لصور الأقمار الصناعية، تضررت 78% من مباني قطاع غزة، ودُمر أكثر من نصفها بالكامل، 98.5% من الأراضي الزراعية تعرضت لمستوى ما من الدمار وستحتاج إلى إعادة تأهيل لتصبح منتجة، و90% من المدارس إما دمرت أو تضررت بشدة ولم يبقَ أي جامعة قائمة.

يروي جندي احتياط إسرائيلي خدم في غزة، وأدلى بشهادته لمنظمة "كسر الصمت"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تُعنى بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، لـ"فايننشيال تايمز" كيف استخدم جيش الاحتلال طريقة تُسمى "كونغ فو باندا" لتفجير المباني.

يستخدم الجيش الإسرائيلي نوعًا من ناقلات الجنود المدرعة معبأة بكميات كبيرة من المتفجرات ومادة مستحلبة، وتدخلها في منزل وتفجرها، فلا يبقى منها شيء، ويقول الجندي الاحتياطي: "سُوّيت الأرض بالأرض تمامًا.. لا ترى سوى الأنقاض".

جمعة سلامة، معلم من محافظة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، عاد إلى منزله في يناير مع إعلان وقف إطلاق النار، ويتذكر أجواء متوترة، حيث كانت الطائرات المسيرة تراقب السكان الفلسطينيين، وجنود الاحتلال ينفذون عمليات هدم منازل مستهدفة.

على امتداد محيط غزة، هدم الجيش الإسرائيلي منشآت مدنية في منطقة عازلة موسعة، يبلغ متوسط ​​عمقها كيلومتر واحد داخل القطاع، كما هدم جميع المباني في أربعة ممرات عسكرية واسعة على الأقل تقسم القطاع، بما في ذلك ممر موراج، وفقًا لصور الأقمار الصناعية.

وقدرت الأمم المتحدة أن كل متر مربع في غزة يحتوي على ما معدله 383 كيلوجرامًا من الحطام.