الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رحلة بين تجارب النجوم في مهرجان الإسكندرية السينمائي

  • مشاركة :
post-title
تكريم سامح حسين في المهرجان

القاهرة الإخبارية - محمد عبد المنعم

في أجواء مبهرة عكست عشق الإسكندرية للسينما، انطلقت فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ41 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي شهدت ندوات تكريمية وعروض أفلام وماستر كلاس، لتتحول ساعات اليوم إلى رحلة غنية بالتجارب الإنسانية والفنية التي شارك فيها نجوم كبار وصناع سينما، في تواصل مباشر مع جمهور المدينة الساحرة.

سامح حسين: ترددت قبل تقديم "استنساخ".. والرقابة لم تعترض عليه

بابتسامته القريبة من الجمهور، استقبل الحاضرون الفنان سامح حسين في ندوة عن فيلمه الجديد "استنساخ" المعروض ضمن فعاليات المهرجان، وانهالت الأسئلة حول الفيلم الذي يدور حول الذكاء الاصطناعي واتجاهه للكوميديا.

وكشف حسين أنه في البداية كان مترددًا بشأن الفكرة، خشية الانجراف وراء معالجة تقليدية لموضوع الذكاء الاصطناعي، لكنه سرعان ما وجد نفسه منجذبًا إليها لارتباطها بمستقبل المجتمع.

ونفى "حسين" تمامًا ما تردد عن اعتراض الرقابة على العمل، موضحًا أن الملاحظات لم تتعدَّ مشهدين جرى حذفهما دون تعقيدات، وأن تأجيل العرض الخاص للفيلم وقتها كان لأسباب إدارية بحتة.

وأكد أن الفيلم لم يتعرض لخسائر لأن الإنتاج على حد قوله عملية مدروسة وليست عشوائية.

كما تطرق إلى مشواره مع الكوميديا الذي بدأ بشكل غير مقصود من خلال مشاركته في "راجل وست ستات"، قائلًا: "دخلت الكوميديا بالصدفة، لكنني من وقت لآخر أبحث عن التمرد على النمطية، وأخوض تجارب مختلفة، مثل برنامج (قطايف) في رمضان الماضي الذي لاقى نجاحًا واسعًا، وكذلك مسلسل (اللص والكتاب)".

ماستر كلاس

وفي الخامسة مساءً، اجتمع العشرات من عشاق السينما والشباب الطموح مع المخرج المغربي الكبير عبدالحكيم بن عباس، الذي قدّم ماستر كلاس استثنائيًا حمل الكثير من الإلهام، إذ عرض مجموعة من أفلامه، ثم ناقشها مع الحضور، مؤكدًا أن السينما ليست مجرد دراسة أكاديمية، بل هي قبل كل شيء إحساس وموهبة تستند إلى الخيال، حتى وإن كان تطوير الأدوات يحتاج إلى دراسة وصقل.

وأوضح "بن عباس" أنه لا يميل إلى كتابة السيناريوهات التقليدية، بل يعتمد بشكل رئيسي على الديكوباج كمنهجية عمل في مشروعاته الفنية، معتبرًا أن داخل كل فنان منجمًا من الإبداع، ودوره كمخرج أن يفتح أبواب هذا المنجم ويحرره.

تكريم شيرين

بخفة دمها التي رافقتها منذ مسرحية "المتزوجون"، خطفت الفنانة شيرين أجواء ندوة تكريمها بالمهرجان، حيث بدأت كلمتها بإفيهات ارتبطت بالعرض الشهير، قبل أن تستعيد مشوارها الفني الطويل بمحطاته المضيئة والصعبة.

روت شيرين بداياتها قائلة: "منذ أعوام قدمت مشروع تخرج لطلبة وصورنا فيلمًا قصيرًا، وشاركت في رقصة صغيرة كان في داخلي حلم أن أنطلق منها، لكنني عدت سريعًا إلى دراستي".

وأشارت إلى أن مديرة المعهد طلبت منها المشاركة في أفلام تسجيلية، لكنها فوجئت بانطفاء تلك البدايات.

ابتسمت وهي تستعيد الذكريات: "أوقفت مشروع التمثيل واتجهت لدروس الباليه، واُختيرت قدماي الصغيرتان لفرقة باليه القاهرة، ثم التحقت بالمعهد العالي للباليه، وبعدها بكلية الحقوق"، ثم أردفت بحزن واضح: "واجهت صدمتين كادتا أن تنهيا روحي، الأولى حريق الأوبرا والثانية حريق مسرح البالون، فقد كانت لي ذكريات غالية في هذه الأماكن، ومع ذلك واصلنا تقديم عروض الباليه على مسرح الجامعة".

وأكملت بفخر: "انطلقت بعد ذلك في مشواري الفني وقدمت ما يقارب 79 مسلسلًا وأكثر من 70 فيلمًا، فضلًا عن مسرحيات عديدة، وكانت آخر مسرحياتي مع الفنان الكبير سمير غانم".

وعن محطة "المتزوجون"، أوضحت: "سجلنا المسرحية للتلفزيون بعد ثلاث سنوات من عرضها، وكان ذلك بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجي.. في الكويت عشنا لحظات صعبة وسعيدة، حيث كنا نخرج وسط حراسة مشددة بسبب تدافع الجمهور، لكنها كانت من أجمل أيام حياتي، وجمعتني بذكريات رائعة مع جورج سيدهم وسمير غانم".

مشوار رياض الخولي

أسدل الستار على اليوم الأول بندوة الفنان رياض الخولي، الذي أخذ جمهوره في رحلة عبر مشواره الفني المليء بالصعوبات والتحديات، وعن ذلك قال: "مشواري لم يكن سهلًا.. استغرق الأمر 18 عامًا بعد التخرج حتى بدأت أمارس الفن بشكل حقيقي.. كنت مؤمنًا بموهبتي وصبورًا وواثقًا بقدر الله، وراضيًا رغم كل التحديات، لأن هذه الرحلة منحتني ذاتي وحققت وجودي".

وأكد أن بداياته ارتبطت بالمسرح بشكل كبير، معبّرًا عن أسفه لعدم توثيق معظم أعماله على خشبة المسرح بالصورة، وأوضح: "كنت أخشى أن أحسب على عمل واحد يحدد مساري الفني، جئت في زمن شهدت فيه السينما تحولات كبيرة مع بروز جيل جديد يقوده محمد هنيدي، ولم يكن لي مكان واضح آنذاك، لكن منذ عام 1996 بدأت معالم التحول الحقيقي في مسيرتي".

وأضاف الخولي: "ابنتي سألتني يومًا: لماذا لا تركز على السينما؟ فأجبتها أن التلفزيون بالنسبة لي بمثابة السينما، عُرضت عليّ أعمال ضعيفة المستوى لكنني رفضتها، لأنني لم أضع يومًا المكاسب المادية فوق القيمة الفنية أو رسالة الفن".