ليلى علوي: دفنت والدي وعدت لاستكمال تصوير "المصير"
بأجواء مفعمة بالحب والتقدير، احتفى مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الحادية والأربعين بالفنانة الكبيرة ليلى علوي، حيث انعقدت ندوة تكريمها بحضور مجموعة من النجوم الذين استدعوا معها رحلة ممتدة من الإبداع والصدق الفني، لتتحول الأمسية إلى احتفال بمشوار استثنائي استحق أن تحمل هذه الدورة اسمها.
منذ طفولتها حين أطلت على الشاشة الصغيرة، مرورًا بمرحلة فرض حضورها السينمائي في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، أثبتت ليلى علوي أنها ابنة جيل تربى على يد الكبار وامتداد طبيعي لزمن السينما الجميل.
ظهرت للمرة الأولى في فيلم "من أجل الحياة" عام 1977، ثم واصلت رحلتها بأفلام بارزة مثل "خرج ولم يعد" و"المغتصبون" و"بحب السيما"، إضافة إلى مشاركتها في أعمال درامية مهمة مثل "حديث الصباح والمساء"، لترسخ مكانتها كنجمة من طراز خاص قادرة على حمل البطولة وصناعة مشوار متميز.
وفي كلمتها بالندوة، تحدثت ليلى بعفوية مؤكدة أن علاقتها بزملائها في المهنة تشبه علاقة العائلة الحقيقية، وأن التجارب المشتركة هي التي صنعت روحهم الجماعية، واستعادت أسماء كبار المخرجين الذين تتلمذت على أيديهم مثل عاطف سالم وحسين كمال وعاطف الطيب ومحمد خان وشريف عرفة، مشيرة إلى أنها محظوظة بكونها عاشت زمنًا جميلًا في صناعة السينما، زمنًا أضاف فيه المخرجون والكتاب والمونتيرون للفن وللمجتمع معًا.
وبابتسامة ممزوجة بالفخر، كشفت أنها قدمت 87 فيلمًا خلال مسيرتها، وقالت إنها تعتبر تكريمها في هذه الدورة حصادًا لكل ما قدمته، معربة عن امتنانها لكل من ساعدها في بداياتها، وأضافت أنها تشعر بامتلاكها عائلة كبيرة في الوسط الفني.
كما عبّرت عن تقديرها لحضور السفير اليوناني الذي وصفها بأنها "يونانية القلب"، في إشارة إلى جذورها العائلية الممتدة إلى اليونان.
ذكريات ومواقف
لم يخلُ حديثها من الدعابة، فاستعادت موقفًا طريفًا من كواليس فيلم "المشاغبات الثلاثة" مع المخرج حسام الدين مصطفى عندما أمسكت ببطيخة فجأة وفتحتها برأسها في لقطة عفوية تحولت إلى مشهد لا يُنسى، كما توقفت عند أثر مدير التصوير الكبير سمير فرج الذي علمها الكثير من أسرار الوقوف أمام الكاميرا، مؤكدة أنها تحرص اليوم على نقل ما تعلمته للأجيال الجديدة، لأن الفن في جوهره عطاء ورسالة إنسانية.
وتطرقت إلى واحدة من أصعب لحظات حياتها وهي وفاة والدها في أثناء تصوير فيلم "المصير" مع يوسف شاهين في سوريا، فلم ينسَ المخرج الكبير إنسانيته وحجز تذكرة سفر لها وأخّر الطائرة ساعة كاملة حتى تتمكن من اللحاق بها، وقالت: "سافرت بالفعل ودفنت والدي ثم عدت في اليوم التالي لاستكمال العمل، وكانت تلك أول مرة أواجه فيها الموت عن قرب، تجربة قاسية تركت في نفسي أثرًا عميقًا".
شهادات الأصدقاء
الندوة تحولت إلى مساحة من البوح، حيث توالت كلمات الأصدقاء، فالفنانة إلهام شاهين وصفتها بأنها صديقة العمر التي لا تترك من تحب وقالت إنها تعشقها إنسانة وفنانة، وإنها لا تزال تبهرها بأعمالها مثل فيلم "المصير"، أما خالد زكي فاستعاد ذكريات بدايتها معه في "طيور الصيف" مؤكدًا أنه أدرك منذ اليوم الأول أنها ستصبح نجمة قوية.
بينما شدد الفنان الكويتي محمد المنصور على أن مصر بلده الثاني وأعرب عن محبته واحترامه لليلى علوي، مثنيًا على اختياراتها الفنية التي تراعي جمهورها دائمًا، في حين أن الفنان رياض الخولي اختصر شهادته بجملة مؤثرة "مين ميحبش ليلى؟"، مضيفًا أنها أيقونة فنية وإنسانية يعشقها الوطن العربي بأسره.
فيما عبّر المخرج عمر عبد العزيز عن سعادته قائلًا: "أجمل لوكيشن تصوير هو الذي توجد فيه ليلى علوي، فهي نسمة تضفي على المكان روحًا خاصة وبتذاكر كويس أوي".