في خطوة تعكس تصاعد النفوذ الروسي في القارة السمراء، أعلنت روسيا، اليوم الأربعاء، شطب ديون بقيمة 23 مليار دولار مستحقة على دول إفريقية، ضمن مبادرة "الديون مقابل التنمية"، في محاولة واضحة لتعزيز شراكتها الاقتصادية والسياسية مع دول القارة.
وجاءت الخطوة خلال جلسة حوارية حول العلاقات الروسية ـ الإفريقية، حيث أكد مارات بيردييف، سفير وزارة الخارجية الروسية لشؤون مجموعة العشرين، أن موسكو مستعدة لتقديم المزيد من الدعم لإفريقيا، وأنها تنظر إلى القارة باعتبارها شريكًا صاعدًا في النظام العالمي الجديد، لا مجرد متلقٍ للمساعدات كما تصوره السرديات الغربية التقليدية.
وأضاف بيردييف أن إفريقيا باتت تتجه بخطى واثقة نحو مركز الثقل الاقتصادي والسياسي العالمي، مشيرًا إلى أن التجارة البينية داخل القارة يُتوقع أن تنمو بنسبة 80% خلال الفترة المقبلة، ما يوفر أرضية خصبة لتعزيز العلاقات مع روسيا، خصوصًا في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والأمن الغذائي.
وتأتي هذه الخطوة في ظل منافسة متزايدة بين القوى الكبرى، مثل الصين والولايات المتحدة وروسيا، للفوز بتأثير استراتيجي داخل القارة، التي تمتلك موارد طبيعية هائلة، وسوقًا استهلاكية ضخمة، ونموًا سكانيًا متسارعًا.