الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سقوط شعبية ستارمر.. اليمين المتطرف يهدد عرش حزب العمال البريطاني

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

قبل عام، فاز حزب العمال بزعامة كير ستارمر بأكبر أغلبية في البرلمان البريطاني، مُلحقًا بالمحافظين، منافسه التاريخي، أسوأ هزيمة له، لكن وبعد 15 شهرًا في السلطة أصبح "ستارمر" أقل رئيس وزراء بريطاني شعبية على الإطلاق، بحسب "سي إن إن".

على الرغم من أن القادة السابقين شاركوا في حروب خارجية، وأخفقوا في التعامل مع جائحة كورونا، وكادوا يُغرقوا الاقتصاد في انهيار، إلا أن أيًا منهم لم يكن أقل شعبية من ستارمر، إذ أعرب 13% فقط من الناخبين عن رضاهم عن ستارمر، بينما أعرب 79% عن عدم رضاهم، وفقًا لمؤسسة إبسوس، وهي مؤسسة رائدة في استطلاعات الرأي.

قال كير ستارمر، إن الانتخابات المقبلة ستكون معركة بين حزب العمال المتسامح وحزب الإصلاح الذي يمثل "الانقسام"، مجددًا هجومه على نايجل فاراج، قائلًا: "كل بلادنا الجميلة والمتسامحة والمتنوعة، في حين أن الإصلاح سيمزق بلادنا".

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

وأوضح جون كورتيس، عميد استطلاعات الرأي في بريطانيا، أن حزب العمال عانى من أسوأ انخفاض على الإطلاق في دعم حكومة منتخبة حديثًا لكنه لم يُفاجأ بذلك فبفضل النظام الانتخابي البريطاني، فاز حزب العمال بنحو ثلثي المقاعد بثلث الأصوات فقط، ونظرًا لانخفاض نسبة المشاركة، إذ إن واحدًا فقط من كل خمسة بريطانيين صوّت لصالح حزب العمال بزعامة ستارمر.

وتراجعت شعبية حزب العمال إلى نحو 20% في استطلاعات الرأي الأخيرة، بينما ارتفعت شعبية حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني المتطرف بقيادة نايجل فاراج المتشدد إلى نحو 35%، وهي النسبة نفسها التي فاز بها حزب العمال العام الماضي.

ويخشى كثيرون في حزب العمال من أن يحصل حزب "إصلاح المملكة المتحدة" على أغلبية تعادل أغلبيتهم في الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها عام 2029، بعد أن طارد فاراج حزب العمال بسبب صعوباته في السيطرة على الهجرة غير الشرعية في الوقت الذي يصل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شواطئ إنجلترا في قوارب صغيرة، ويقعون في فخّ الإفلاس الإداري، وغالبًا ما يُحتجزون في فنادق ريثما تُعالج طلبات لجوئهم.

مسيرة في بريطانيا مناهضة للهجرة

في سعيه لمنع توافد الناخبين على حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، شدّد حزب العمال على موقفه بشأن الهجرة، وينشر ستارمر على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن الإجراءات التي تتخذها حكومته للتصدي للقوارب الصغيرة، وحذّر من أن بريطانيا قد تصبح "جزيرة للغرباء"، واتهمه منتقدوه بتقليد خطاب فاراج، وحذروا من أن حزب العمال قد يخسر أصواتًا لصالح اليسار في محاولته التودد إلى اليمين.

بدوره قال كريس مولين، النائب العمالي السابق، إن أربعة عشر عامًا من حكم المحافظين تركت الخدمات العامة في بريطانيا في حالة يرثى لها، ما دفع الناخبين لانتخاب حزب العمال، بتاريخه العريق في بناء الخدمات العامة في بريطانيا، جزئيًا لإصلاحها، لكن قبل توليه السلطة، نصب المحافظون فخًا، بعد أن أدركوا أنهم متجهون نحو الهزيمة، خفضوا الضرائب قبيل الانتخابات، تاركين لحزب العمال رفعها فور توليه الحكم.

في الوقت نفسه يريد ستارمر، تجنب تجديد صورة حزب العمال باعتباره "حزب زيادات الضرائب"، استبعد زيادة ضريبة الدخل، ما يؤدي إلى إغلاق مصدر رئيسي للإيرادات للحكومة، إلا أن الناخبين شعروا بأن سياسات حزب العمال الاقتصادية تبدو وكأنها تستهدف الناس عشوائيًا.

وزيرة الداخلية البريطانية شبانة محمود

في العام الماضي، أعلن حزب العمال إنهاء الدعم الشامل لمساعدة كبار السن على دفع فواتير التدفئة في الشتاء، وخفّض بعض المزايا للأشخاص ذوي الإعاقة، ليتراجع عن كليهما بعد ردود فعل سلبية، بحسب لوك تريل، مدير منظمة "مور إن كومون" غير الربحية لاستطلاعات الرأي.

في حملته الانتخابية العام الماضي، صرّح حزب العمال بأنّ تجديد بريطانيا سيستغرق دورتين برلمانيتين - عقدًا كاملًا. ورغم نتائج استطلاعات الرأي السيئة، أكّد الحزب أنّه أحرز تقدّمًا، لا سيما على الصعيد الدولي، إذ ساهم ستارمر في استعادة علاقات بريطانيا مع حلفائها الأوروبيين.