أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التحذيرات والإنذارات لحركة حماس خلال الأشهر الماضية منذ توليه السلطة، مطالبًا الحركة الفلسطينية بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيلين في غزة، وتنوعت تهديدات ترامب بين دعوات للقبول بخطط سلام وإطلاق سراح المحتجزين، وبين تهديدات بفتح "أبواب الجحيم" إذا لم تُنفذ مطالبه.
التحذير الأخير
أمس الاثنين أصدر ترامب ما وصفه بـ"تحذيره الأخير" لحماس، داعيًا الحركة إلى قبول صفقة لإطلاق سراح المحتجزين من غزة، وقال عبر منصته "تروث سوشيال": "لقد قَبِلَ الإسرائيليون شروطي، حان الوقت لحماس أن تقبلها أيضًا"، وأضاف "لقد حذرتُ حماس من عواقب عدم قبولها، هذا تحذيري الأخير، ولن يكون هناك تحذير آخر".
من جانبها، قالت حماس في بيان إنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكي عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأوضحت أنها تناقش مع الوسطاء سبل تطوير هذه الأفكار دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأكد "ترامب" في تصريحات صحفية، وفق "رويترز"، أن الولايات المتحدة تنتظر موافقة حماس على المقترحات، قائلًا: "أمام حماس 3 أو 4 أيام للرد، وإذا رفضت الاتفاق فستفعل إسرائيل ما يجب عليها فعله"، مشيرًا إلى أن بلاده "تنتظر موافقة حماس على خطة السلام وسلوكًا جيدًا من الحركة"، مؤكدًا "عدم وجود مساحة كبيرة للتفاوض مع حماس".
وتشمل المبادرة الأخيرة المطروحة وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وإفراجًا عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إضافة إلى انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة، ونزع سلاح حماس والطابع العسكري عن القطاع.
كما تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية تُشرف عليها هيئة دولية باسم "مجلس السلام" برئاسة ترامب، تضم شخصيات فلسطينية تكنوقراطية بمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
التهديد الأول
في ديسمبر الماضي، حذّر "ترامب" من أنه "سيُدفع ثمن باهظ" إذا لم تُفرج حماس عن المحتجزين بحلول موعد توليه منصبه، وفي يناير الماضي، قال إن "الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط" إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين قبل يوم 20 يناير.
وحينها أوضح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن هناك تقدمًا في مفاوضات إدارة بايدن في الدوحة بشأن الإفراج عن المحتجزين الذين احتجزتهم حماس في هجوم 7 أكتوبر 2023، في المقابل، تمسكت حماس بشرط إنهاء إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة كجزء من أي اتفاق.
التهديد الثاني
في 10 فبراير الماضي، دعا ترامب إسرائيل إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس و"ترك الجحيم يندلع" إذا لم تُعد الحركة جميع المحتجزين بحلول ظهر السبت 15 فبراير، وقال من المكتب البيضاوي: "إذا لم تتم إعادة جميع المحتجزين بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت، فسوف تصبح كل الرهانات لاغية وليدعوا الجحيم يندلع".
وحذّر قائلا: "إذا لم يعادوا جميعها في الموعد المحدد، فإن كل شيء سيصبح على المحك"، وردت حماس بتهديدها بتأجيل عملية إطلاق سراح المحتجزين المقررة يوم السبت "حتى إشعار آخر"، متهمة إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
التهديد الثالث
في 16 فبراير الماضي، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن التنسيق بينه وبين ترامب كامل بشأن غزة، وأوضح أن هناك "استراتيجية مشتركة" مع ترامب، تشمل تحديد موعد "فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين.
التهديد الرابع
في مارس الماضي، نشر ترامب على "تروث سوشيال" ما وصفه بـ"الإنذار الأخير"، قائلًا: "أنا أرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي عضو في حماس آمنا إذا لم تفعلوا كما أقول".
واتهمت حماس ترامب بتشجيع إسرائيل على خرق اتفاق وقف إطلاق النار الساري، وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن التهديدات "تعقد الأمور وتشجع الاحتلال على التهرب من تنفيذ بنوده".
وأضاف ترامب في منشور آخر: "أطلقوا سراح جميع المحتجزين الآن وليس لاحقًا وأعيدوا جميع الجثث، وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم"، كما وجّه رسالة مباشرة لشعب غزة قائلًا: "مستقبل جميل ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم محتجزين ، إذا فعلتم ذلك فأنتم أموات".
التهديد الخامس
في 3 مارس الماضي، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حماس قائلًا إنه إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين قريبًا فإن "أبواب غزة ستغلق وتفتح أبواب الجحيم"، وأوضح أن إسرائيل أوقفت المساعدات الإنسانية لغزة ومنحت بضعة أيام إضافية للمفاوضات بطلب من الوسطاء.
التهديد السادس
وفي 22 أغسطس، صرّح "كاتس" بأن إسرائيل ستدمر مدينة غزة إذا لم توافق حماس على نزع سلاحها والإفراج عن جميع المحتجزين، بعد أن وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على شن هجوم واسع النطاق.
التهديد السابع
في 16 سبتمبر الجاري، وبعد شن غارات جوية مكثفة على غزة، نشر ترامب على "تروث سوشيال" تحذيرًا لحماس بعد تقارير عن نقل المحتجزين لاستخدامهم كدروع بشرية، وكتب: "هذه فظاعة إنسانية لم يشهدها إلا القليل، لا تدعوا هذا يحدث، وإلا فإن كل الاحتمالات واردة. أطلقوا سراح جميع المحتجزين الآن".
بعد دقائق من منشوره، شكره نتنياهو قائلًا: "شكرًا لك أيها الرئيس ترامب على دعمك الثابت لمعركة إسرائيل ضد حماس وإطلاق سراح جميع محتجزينا".
عداد الموت مستمر
وحسب وكالة "وفا" الفلسطينية، فقد أعلنت مصادر طبية أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 66,097 شهيدًا و168,536 إصابة، فيما بلغت الحصيلة منذ 18 مارس 2025 حتى اليوم 13,229 شهيدًا و56,495 إصابة.
وقالت، إن 42 شهيدًا و190 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن 5 شهداء و56 إصابة منهم سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، ليرتفع بذلك إجمالي شهداء "لقمة العيش" إلى 2,576 وأكثر من 18,873 إصابة.
وأضافت أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
كما بيّنت أن العدوان الإسرائيلي أدى منذ بدايته إلى 453 حالة وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها 150 طفلًا، في حين ارتفع عدد الوفيات منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل (IPC) للمجاعة في غزة إلى 175 وفاة، بينها 35 طفلًا.