لم تكن تداعيات العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، فقط على أهل القطاع المنكوب، بل تأثر بها وبقوة مجتمع دولة الاحتلال ككل، ومن إحدى تداعياته المؤثرة ارتفاع نسبة هروب السكان إلى الخارج، حسب أحدث إحصائيات نهاية عام 2024 نشرتها "تايمز أوف إسرائيل".
كانت إسرائيل أعلنت على مدار عام 2024 مغادرة أعداد كبيرة من سكانها، ما أدى إلى تباطؤ حاد في النمو السكاني وسط حرب طويلة الأمد واضطرابات سياسية داخلية.
وبالنظر إلى سكان إسرائيل الذي تجاوز 10 ملايين نسمة لأول مرة، مع ضم الرعايا الأجانب في البلاد لفترات طويلة، وهي الفئة التي تم استبعادها في إعلانات التعداد السابقة، فقد تم تسجيل 82700 إسرائيلي على أنهم غادروا البلاد خلال العام الماضي، ما يعني ارتفاعًا بنحو 27700 حالة مغادرة عن العام 2023 الذي سجّل نحو 55000.
كما أظهرت الأرقام التي نشرها مكتب الحكومة الإسرائيلية هجرة سلبية صافية لأكثر من 10000 شخص في أكتوبر 2024 وحده، أي أولئك الذين غادروا قبل عام واحد مقارنة بصافي سبعة أشخاص في الشهر نفسه من العام 2023.
انخفاض النمو السكاني
وقال مكتب الإحصاء الإسرائيلي في بيانه إن الهجرة السلبية الصافية كانت عاملًا رئيسيًا في انخفاض النمو السكاني في البلاد إلى 1.1% من 1.6% قبل عام، و2.2٪ في عام 2022.
بشكل عام، وُلد نحو 181 ألف طفل في إسرائيل طوال عام 2024، وفقًا لمكتب الإحصاء المركزي، مع نحو 76% منهم ولدوا لأمهات يهوديات و24% لأمهات عربيات، وتوفي نحو 51400 من السكان على مدار العام، وهو أعلى قليلًا من رقم عام 2023.
نقص في القوى البشرية
يعاني جيش الاحتلال الإسرائيلي نقصًا في القوى البشرية بعد مقتل وإصابة نحو 10 آلاف جندي بالحرب الوحشية على قطاع غزة، إضافة إلى تفاقم حالة الإرهاق لدى الجنود الإسرائيليين.
وأكد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أنه خلال عامين سيلتحق 10 آلاف من الحريديم في جيش الاحتلال.
وارتفع الدعم لإلغاء الإعفاءات الشاملة من الخدمة العسكرية للرجال المتشددين دينيا في سن الخدمة العسكرية بشكل حاد خلال العام الماضي، وأظهر الاستطلاع أن دعم تجنيد الحريديم المؤهلين إما بشكل جماعي أو تدريجي، مع فرض عقوبات اقتصادية على أولئك الذين لا يمتثلون، بلغ 84.5%، مقارنة بـ67% في يناير 2024.
وأظهر الاستطلاع الذي أجري في نوفمبر وشمل 756 مشاركا بهامش خطأ 3.56%، أن 9% فقط من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وتزايدت معارضة الرأي العام الإسرائيلي للإعفاءات طويلة الأمد من الخدمة العسكرية الإلزامية لنحو 66 ألف رجل من الحريديم القادرين على العمل في سن الخدمة العسكرية، في الوقت الذي يخوض فيه جيش الدفاع الإسرائيلي المفتقر إلى القوى البشرية أطول حرب متعددة الجبهات في تاريخ إسرائيل.