شارك الأمين العام الجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الخميس، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي رفيع المستوى حول التعاون بين مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة، برئاسة وزير خارجية جمهورية كوريا الجنوبية تشو هيون، رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري، وبمشاركة وزراء خارجية كل من السعودية والبحرين والعراق، إضافة إلى الجزائر، العضو العربي في مجلس الأمن الدولي.
وصرّح جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام، بأن الحوار تناول عددًا من القضايا العربية الملحة، إذ ناقش المشاركون الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة وتطورات القضية الفلسطينية ومستجدات الوضع في السودان وليبيا وسوريا واليمن ولبنان.
واستعرض المجتمعون سبل تطوير آليات التعاون المشترك بين مجلس الأمن والجامعة العربية في معالجة هذه الأزمات.
وأوضح "رشدي"، أن الأمين العام أكد خلال كلمته أن الوضع في غزة يفوق أي وصف مع تواصل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على مجتمع أغلبه من المدنيين، وبالذات النساء والأطفال، موضحًا أن إسرائيل، بحربها التي تأبى أن تنهيها، تضرب أسس الاستقرار الإقليمي لعقود قادمة عبر توسيع دائرة النار والعنف، واعتماد سياسة جوهرها الإبقاء على التوتر على كل الجبهات.
وشدد على أن أمام المجتمع الدولي فرصة - قد تكون الأخيرة - لفتح مسار جاد ولا رجعة عنه لتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق التسوية على أساس حل الدولتين، وأن بديل هذا المسار المزيد من الدماء والألم والمعاناة للجميع.
وحول الأزمة في السودان، أكد أبو الغيط أن لهذه الحرب تداعيات خطيرة على الشعب السوداني وعلى الدول المجاورة، إذ لا زال الإدراك باستحالة الحلول العسكرية غائبًا عن الجميع، بما يعرض البلد المخاطر عديدة في مقدمتها الانقسام، مضيفًا أن الجامعة العربية تحرص على تعزيز التنسيق والتشاور مع الأمم المتحدة وأيضًا مع الأطراف الإقليمية الأخرى مثل الاتحاد الإفريقي من أجل استعادة السلام والاستقرار في السودان وضمان عدم تهديد وحدته وتكامل ترابه الوطني.
وبخصوص ليبيا، أشار أبو الغيط إلى أن البلاد لا زالت تعاني تبعات الانقسام وما يفرضه من تحديات أمنية وسياسية واقتصادية ضخمة، مؤكدًا أن ثوابت الموقف العربي واضحة وهي تتمثل بالالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها واستقلالها ورفض التدخل الخارجي في شؤونها، وأن الحل في ليبيا لا يمكن إلا أن يكون سياسيًا جامعًا بملكية وقيادة ليبية.
وفيما يخص الشأن السوري، أكد الأمين العام للجامعة العربية، أن سوريا تعبر مرحلة انتقالية صعبة وفارقة، في مسار التعافي ولم الشمل الوطني بعد سنوات طويلة ومريرة من الحرب، وأن الجامعة تواصل جهودها الرامية إلى دعم سوريا انطلاقًا من احترام خيارات وإرادة الشعب السوري والتضامن معه في مواجهة التحديات الراهنة، وأدان الأمين العام بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مطالبًا مجلس الأمن بالقيام بدوره لوقف هذه الاعتداءات والضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي السورية التي تحتلها.
وحول لبنان؛ شدد "أبو الغيط" على دعم الجامعة العربية لقرار الحكومة اللبنانية حصر للسلاح بيد الدولة والقوى الأمنية اللبنانية دون سواها وعلى كل أراضي البلاد، ورفضها الكامل للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان وإدانتها انتهاك سيادته واستهداف المدنيين.
وتطرق الأمين العام إلى موضوع إصلاح مجلس الأمن، مؤكدًا أنه يكتسي أهمية بالغة، وأن تجربة حرب غزة تحديدًا أثبتت أن المجلس يقف بعيدًا عن تلبية تطلعات الشعوب، التي تنتظر منه أن يكون أداة فعالة لحفظ السلم والأمن بعيدًا عن الانتقائية والمعايير المزدوجة.
واختتم "أبو الغيط" كلمته بتأكيد استعداد الجامعة العربية لاستضافة الاجتماع القطاعي السادس عشر بين المنظمتين، نوفمبر المقبل، الذي سيخصص لموضوع التعاون في مجال حقوق المرأة وحماية الطفل بالنزاعات المسلحة.
وجدد "أبو الغيط" تأكيد التزام الجامعة العربية الثابت بالعمل المشترك مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة والعالم، وتفعيل تعاون مؤسسي يمكن من تجاوز مآسي الحروب والصراعات والأزمات والانتقال نحو إرساء أسس السلام وتعزيز دعائم الاستقرار والتنمية المستدامة والشاملة للشعوب.