أعربت سلطات الدفاع الدنماركية عن مخاوف أمنية متزايدة، صباح اليوم الخميس، بعد رصد طائرات مسيّرة غامضة فوق أربعة مطارات أخرى على الأقل خلال الليل، في أحدث حلقة من سلسلة مشاهدات عبر المجال الجوي الاسكندنافي، التي أدت إلى إغلاق المطارات وتأخير المسافرين وإرباك المسؤولين.
رصد طائرات مسيّرة
اضطر مطار آلبورج في شمال الدنمارك، الذي يضم أيضًا مطارًا عسكريًا، إلى الإغلاق بعد إعلان الشرطة دخول طائرات مسيّرة مجهولة الهوية مجاله الجوي نحو العاشرة مساءً، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي الجنوب، رُصدت طائرات مسيّرة أيضًا بالقرب من ثلاثة مطارات على الأقل، وكان المسؤولون الدنماركيون في حالة تأهب قصوى بالفعل بعد أن دفعت مشاهدات مماثلة، الاثنين الماضي، السلطات إلى إغلاق مطار كوبنهاجن الدولي، ودفعت المسؤولين في النرويج المجاورة إلى إغلاق مطار أوسلو.
جهة محترفة
شهدت العواصم الأوروبية حالة من التوتر، خلال الأسابيع الأخيرة، بعد اختراق طائرات روسية المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي "الناتو" عدة مرات، بدايةً بطائرات مسيّرة دخلت بولندا، ثم بطائرات مقاتلة عبرت إستونيا.
في مؤتمر صحفي عُقد صباح الخميس، صرّح وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن، بأن النشر شبه المتزامن للطائرات المسيّرة في مواقع عديدة بجميع أنحاء البلاد دفع السلطات إلى الاشتباه بتورط جهة محترفة. وقال: "نحن نتحدث عن عملية ممنهجة. هذا ما أُعرّفه بأنه هجوم هجين باستخدام أنواع مختلفة من الطائرات المسيّرة".
تستهدف منشآت أمنية
صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، اليوم الخميس، بأنه تحدث مع رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن، بشأن قضية الطائرات المسيّرة، التي وصفتها فريدريكسن بأنها "خطيرة".
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، قال "روته"، إن حلفاء الناتو ينسقون مع السلطات الدنماركية لضمان أمن البنية التحتية الحيوية.
وأثارت المشاهدات المتكررة لطائرات مسيّرة مجهولة الهوية فوق المنشآت الأمنية قلقًا لدى وسائل الإعلام الدنماركية وبعض السياسيين المعارضين، الذين أعربوا عن قلقهم إزاء سهولة اقتراب هذه الطائرات من المنشآت العسكرية.
مصدر مجهول
لم تُصدر السلطات أي معلومات حول الجهة التي تعتقد أنها تقف وراء موجة مشاهدات الطائرات المسيّرة الأخيرة. وصرّح بولسن بأن السلطات تعتقد أن الطائرات المسيّرة أُطلقت محليًا ولم تقطع مسافات طويلة.
بعد مشاهدات الاثنين الماضي، وصفت فريدريكسن التوغلات بأنها "هجوم على بنية تحتية دنماركية حيوية"، وقالت إنها لا تستبعد تورط موسكو. وردًا على ذلك، نفى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أي تلميح إلى تورط روسي.
كما تشير الحرب الهجينة إلى الاستخدام المشترك للقتال العسكري التقليدي مع وسائل أخرى، مثل العمليات السرية أو الهجمات الإلكترونية، لاستهداف الخصوم.
أما موسكو، التي لطالما نفت اتهامات مسؤولي الأمن الغربيين بانخراطها في حرب هجينة لزرع الفرقة بأوروبا، فقد نأت بنفسها مجددًا اليوم الخميس، عن أي تلميح لتورطها. كذلك، قال بولسن: "إنه لا يوجد دليل على تورط روسيا في هذه المشاهدات".
تستعد الدنمارك لاستضافة قادة أوروبيين، الأسبوع المقبل، في عاصمتها لحضور قمتين رفيعتي المستوى، الأولى للمجلس الأوروبي والثانية للمجموعة السياسية الأوروبية الأوسع، التي تضم بريطانيا ودولًا أخرى.