كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية،، عن تعهَّد الرئيس دونالد ترامب بالضغط على إسرائيل لمنعها من ضم أجزاء من الضفة الغربية، ودعم خطة للسلام في غزة، وذلك خلال اجتماع مع قادة عرب ومسلمين في نيويورك، يأتي على خلفية تصاعد التوترات الإقليمية وسط استمرار الحرب في غزة.
وبحسب مسؤولين من الشرق الأوسط ومسؤول أمريكي، نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية، وصلت تأكيدات ترامب بعد إعلان فرنسا ودول أوروبية أخرى اعترافها رسميًا بالدولة الفلسطينية، ما أثار قلقًا متزايدًا من احتمال رد الحكومة الإسرائيلية بضم رسمي لكامل الضفة الغربية أو أجزاء احتلتها إسرائيل منذ عام 1967.
ويحذِّر خبراء من أن أي خطوة إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية قد تؤجج الغضب العربي، وتعرقل جهود صنع السلام في غزة، كما تقوِّض الآمال الأمريكية في إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ومحيطها، بحسب الصحيفة.
موقف نادر
من جهته، كشف مسؤول عربي مطلع على الاجتماع، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، عن أن ترامب -رغم غموض بعض تصريحاته- كان واضحًا تمامًا في تأكيده منع نتنياهو من المضي قدمًا في ضم الضفة الغربية.
وأشار المصدر إلى أن هذا التدخل الأمريكي -إذا تحقق فعلًا- سيمثل حالة استثنائية ونادرة لاستخدام واشنطن نفوذها لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل توسع إسرائيل بحربها على غزة مؤخرًا وتنفيذها ضربات جوية ضد عناصر حماس في قطر، ما أثار موجة انتقادات دولية واسعة.
المبادرة الأمريكية
أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن الإدارة الأمريكية طرحت خطة سلام مفصلة تم عرضها في ورقة خلال الاجتماع، تتضمن وقفًا فوريًا لإطلاق النار مع إطلاق سراح جميع المحتجزين لدى حماس، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من قطاع غزة.
كما تنص الخطة على منح الدول العربية والإسلامية في المنطقة دورًا محوريًا في إدارة غزة خلال المرحلة الانتقالية ما بعد الحرب، مع توفير ضمانات أمنية صارمة لمنع حماس من استعادة السيطرة على القطاع وإنشاء قوة أمنية بقيادة عربية لملء الفراغ بعد إعادة انتشار القوات الإسرائيلية.
تفاؤل حذر
أعرب المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله الحذر خلال كلمته في قمة كونكورديا بنيويورك قائلًا: "نحن متفائلون، وربما حتى واثقون، من إمكانية الإعلان عن اختراق ما خلال الأيام المقبلة".
شارك في الاجتماع مع ترامب، الذي لم يتجاوز ساعة واحدة، قادة من ثماني دول، هي: قطر والأردن و مصر وتركيا وباكستان وإندونيسيا والإمارات والسعودية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المشهد السياسي يبقى معقدًا، إذ إنه رغم تأكيد ترامب التزامه بالضغط على نتنياهو لقبول الخطة الأمريكية والإشراف على تنفيذها، إلا أن بعض المسؤولين العرب يحتفظ بتشكيك حذر حول جدية هذه الوعود.
ويزيد من التعقيد رفض إدارة ترامب منح تأشيرات دخول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومسؤولين فلسطينيين آخرين للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة السنوية، رغم أن الخطة الأمريكية لا تستبعد دور السلطة الفلسطينية في الحكم المستقبلي لغزة.
من المقرر أن يلتقي ترامب ونتنياهو في واشنطن، الاثنين المقبل، في لقاء قد يكون حاسمًا لمستقبل هذه المبادرة، وسط تأكيد نتنياهو المتكرر رفضه إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية التي يصفها زاعمًا بأنها "قلب أرضهم".