الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وُصِفَت بـ"كتاب النميمة".. غضب "ديمقراطي" عارم من مذكرات كامالا هاريس

  • مشاركة :
post-title
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي السابقة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تسود موجة غضب شديدة بين أوساط الحزب الديمقراطي الأمريكي، إثر صدور مذكرات نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس "107 أيام" حول حملتها الانتخابية الرئاسية التي خسرتها أمام الرئيس الحالي دونالد ترامب، ووصف قادة بارزون في الحزب الكتاب بأنه "محرج" و"مثير للانقسام" في وقت يحتاج فيه الحزب للوحدة لمواجهة إدارة ترامب.

هاريس في مرمى النيران

وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن ظهور هاريس الإعلامي المكثف لم ينجح في احتواء موجة السخط المتنامية داخل صفوف الحزب الديمقراطي تجاه السردية التي قدمتها حول الانتخابات، إذ انتقد مايكل هاردواي، الإستراتيجي الديمقراطي البارز والمستشار السابق لزعيم الأقلية في مجلس النواب حاكيم جيفريز، توقيت الكتاب قائلًا: "في عصر يحتاج فيه الديمقراطيون لتضافر كل الجهود لحماية البلاد والدستور من فوضوية إدارة ترامب، كانت (هاريس) لديها فرصة حقيقية لتكون صوتًا حاسمًا في المقاومة، لكن هذا الكتاب يبدو غير مفيد ومثيرًا للانقسام".

وذهب مستشار لمرشح محتمل لانتخابات 2028، طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أبعد من ذلك واصفًا المذكرات بـ"كتاب النميمة" الذي "يعطي الأولوية لتفاهة السياسة"، مضيفًا: "إنه أمر محرج لها وللديمقراطيين جميعًا، خاصة أنها كانت زعيمة الحزب قبل أقل من عام".

تعكس هذه الانتقادات قلقًا أوسع داخل الحزب من أن سلسلة المذكرات السياسية، بما فيها كتاب هيلاري كلينتون عام 2017 والكتاب المتوقع للرئيس السابق جو بايدن، تضر بصورة الحزب وتمنعه من المضي قدمًا.

اعترافات مثيرة للجدل

كشفت هاريس في مذكراتها ومقابلاتها التلفزيونية هذا الأسبوع عن تفاصيل صادمة حول قراراتها الانتخابية، خاصة اختيارها نائب الرئيس.

وأوضحت في برنامج "راتشيل مادو" على MSNBC أنها فضلت وزير النقل السابق بيت بوتيجيج نائبًا لها، لكنها اعتبرت وضع "رجل مثلي (شاذ جنسيًا)" في تذكرة انتخابية تترأسها امرأة سوداء متزوجة من رجل يهودي أمرًا محفوفًا بالمخاطر.

وأضافت: "لم يكن الأمر متعلقًا بأي تحيز من جانبي، لكن كان لدينا فترة قصيرة جدًا والمخاطر كانت عالية.. ربما كنت حذرة أكثر من اللازم".

من جهته، عبّر بوتيجيج لـ"بوليتيكو" عن "دهشته" من تعليقات هاريس وإيمانه بـ"إعطاء الأمريكيين ثقة أكبر".

إرث بايدن

لم تتردد هاريس في توجيه انتقادات لاذعة للرئيس السابق، واصفة قراره بالترشح لفترة ثانية بأنه "متهور" في مقابلة مع "جود مورنينج أمريكا"، وأعربت عن أسفها لعدم مواجهته حول هذا القرار، مؤكدة أن "المخاطر كانت عالية جدًا ولم يكن يجب أن يكون هذا مجرد قرار شخصي".

كما اعترفت بأخطائها الإستراتيجية، خاصة في مقابلتها الشهيرة في برنامج "ذا فيو" في أكتوبر 2024، حين رفضت انتقاد بايدن علنًا.

وقالت: "أنا شخص مخلص، ولم أُقدّر تمامًا مدى رغبة الناس في معرفة الاختلاف بيني وبين الرئيس بايدن.. اعتقدت أن الأمر واضح".

مستقبل سياسي غامض

رغم الجدل المحيط بكتابها، تجنبت هاريس الإجابة المباشرة حول مستقبلها السياسي، مكتفية بقول إنها "لا تركز على ذلك الآن"، إلا أن مصدرًا من دائرتها الداخلية أكد لـ"بوليتيكو" أن الهدف من الكتاب لم يكن قطع الطريق أمام عودتها المستقبلية للمشهد السياسي.

في المقابل، حذر موظف سابق في حملتي بايدن وهاريس من أن ظهورها كـ"خاسرة سيئة" يشكل "خطرًا سياسيًا عليها"، خاصة مع تراجع تقييمات شعبيتها في استطلاعات الرأي منذ أكتوبر 2024.

وبينما انتقد ديفيد أكسلرود، مستشار أوباما السابق، فعالية الكتاب قائلًا "إن كان مخصصًا لإطلاق حملة انتخابية فلا أعتقد أنه نجح"، فيما دافع مايك نيليس، الإستراتيجي الذي عمل معها في 2020، عن "صدقها" رغم أن "هذه الحقيقة مزعجة للناس".