أطلقت الولايات المتحدة 4 صواريخ غير مسلحة، قادرة على حمل رؤوس نووية من غواصة في المحيط الأطلسي، بعد أن استعرضت الصين، الخصم الرئيسي لواشنطن، نظام أسلحة مماثل في وقت سابق الشهر الجاري، وفق مجلة" نيوزويك" الأمريكية.
تمتلك الولايات المتحدة والصين ثاني وثالث أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، بواقع 5177 و600 رأس نووي على التوالي، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. ومن المتوقع أن تمتلك الصين أكثر من 1000 رأس نووي بحلول عام 2030.
خلال عرض عسكري في وقت سابق من هذا الشهر، سلّطت بكين الضوء على تقدمها النووي من خلال الكشف عما لا يقل عن 5 أنواع من الصواريخ الجديدة، بما في ذلك الصاروخ الباليستي JL-3 الذي يُطلق من الغواصات، ويقدر مداه بنحو 6214 ميلًا، ويمكنه ضرب أجزاء من البر الرئيسي للولايات المتحدة عندما يتم إطلاقه من المياه الساحلية الصينية.
تعد الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، ومنصات إطلاقها (غواصات الصواريخ الباليستي) جزءًا من القوة النووية الأمريكية، إلى جانب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات البرية والطائرات القاذفة القادرة على حمل رؤوس نووية.
وصرّحت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بأن هذا "الثالوث النووي" يهدف إلى ردع الخصوم وتحقيق الأهداف الأمريكية في حال فشل الردع.
في الفترة ما بين 17 و21 سبتمبر الجاري، أجرت غواصة صواريخ باليستية من فئة أوهايو التابعة للبحرية الأمريكية رحلات تجريبية لصواريخ ترايدنت 2 دي 5 لايف إكستنشن (دي 5 إل إي) غير المسلحة، التي يبلغ مداها المقدر أكثر من 7456 ميلًا، بينما كانت مغمورة قبالة الساحل الشرقي لولاية فلوريدا.
ذكرت برامج النظم الاستراتيجية التابعة للبحرية الأمريكية أن الصواريخ، القادرة على حمل ثمانية رؤوس حربية لكل منها، سقطت في منطقة واسعة من المحيط الأطلسي. وأشارت التحذيرات الملاحية الصادرة قبل الاختبارات إلى أن الصواريخ قد تصل إلى المياه قبالة جنوب غرب إفريقيا.
قبل الإعلان الرسمي أمس الثلاثاء، أظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جسمًا ساطعًا يحلّق فوق بورتوريكو. وأكدت البحرية أن إحدى تجارب الإطلاق مساء الأحد "أضاءت سماء الليل، وكان من الممكن رؤيتها من بورتوريكو".
وقالت برامج النظم الاستراتيجية إن الاختبارات المقررة لم تجر استجابة لأي أحداث عالمية جارية، مضيفة أن مثل هذه الاختبارات تجرى "على أساس دوري ومجدول" لتقييم وضمان موثوقية ودقة نظام الأسلحة.
تخضع القوات النووية الأمريكية لاختبارات دورية لضمان موثوقيتها وفعاليتها. وقد أجرت القوات الجوية، المسؤولة عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقاذفات القادرة على حمل رؤوس نووية، تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "مينيوتمان 3 " غير مسلح من كاليفورنيا باتجاه المحيط الهادئ في مايو الماضي.
في حين لا يزال من غير الواضح أي الغواصات أجرت الاختبارات، إذ تشغّل البحرية الأمريكية 14 غواصة نووية صاروخية من فئة أوهايو، 6 منها متمركزة على الساحل الشرقي، وموانئها الرئيسية في جورجيا. تستطيع كل غواصة حمل ما يصل إلى 20 صاروخًا من طراز "ترايدنت 2 دي 5 " Trident II D5 لشن ضربات نووية.
تم تطوير غواصات Trident II D5 في ثمانينيات القرن الماضي، وأكملت "عملية تجديد العمر الافتراضي" في عام 2017 لتمديد عمر خدمتها حتى أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وفقًا للبحرية الأمريكية.