الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط فوضى عارمة.. "جيش مُدرب" أمل الهايتيين لوقف عنف العصابات

  • مشاركة :
post-title
فرقة من الجيش الهايتي بعد انتهاء دورة عسكرية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بينما تسيطر الجماعات المسلحة غير الشرعية على عدة بلدات إقليمية وأكثر من 90% من العاصمة الهايتية، ومع عدم تمكن بعثة الأمم المتحدة متعددة الجنسيات من تحقيق نتائج تذكر، باتت القوات المسلحة الهايتية وجنودها هم أمل المواطنين؛ من أجل إعادة الانضباط والأمن المفقودين منذ سنوات.

ومنذ اغتيال رئيس البلاد جوفينيل مويس على يد مجموعة من المسلحين في مقر إقامته في 7 يوليو 2021، أطلق تحالف غير مسبوق بين العصابات المتحاربة في هايتي سلسلة من الهجمات الضخمة والمنسقة على المؤسسات الحكومية ومراكز الشرطة والقصر الرئاسي، وتم تحرير آلاف السجناء.

الدعم الأمني

وسيطرت العصابات على غالبية مدن العاصمة بورت أو برنس والمناطق المحيطة بها، ودخلت البلاد في حالة من الذعر، حيث باتت الشوارع مهجورة، واحترقت عشرات المنازل، وسقط مئات الضحايا، وعزل بورت أو برنس عن العالم الخارجي؛ مما دفع مجلس الأمن الدولي للتدخل ومحاولة كسر القبضة الخانقة التي تفرضها العصابات.

ورغم مرور أشهر على تواجد بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات بقيادة كينيا للمساعدة في مكافحة العصابات، إلا أنها بحسب صحيفة "هايتي تايمز" كانت حتى الآن بطيئة وغير فعالة في تعزيز الجهود. واقتصر دورها على تأمين محيط العاصمة، ولم تشارك في عمليات حاسمة لتفكيك الجماعات المسلحة أو تأمين الطرق الرئيسية.

جانب من تدريبات الجنود
اتفاقيات تعاون

ومن أجل ذلك، تبذل هايتي جهودها لإعادة بناء جيشها، الذي حله الرئيس جان برتران أريستيد عام 1995 بعد عقود من الانقلابات والانتهاكات، تم إحياؤه عام 2017 على يد الرئيس المغتال جوفينيل مويس، ويضم حاليًا حوالي 1300 جندي، وهو جزء ضئيل من قوامه السابق البالغ 7000 جندي.

وبحسب الصحيفة، أبرمت الدولة اتفاقيات تعاون مع عدة دول، مثل المكسيك والبرازيل والإكوادور وكولومبيا، التي من خلالها يتم تدريب القوات في مدارس عسكرية، والحصول على دورات في تكتيكات حرب العصابات، وعمليات الطائرات المسيّرة، وتدريب القوات الخاصة.

القدرات العسكرية

وخلال تدريبهم، ركز الضباط العسكريون الهايتيون على الدفاع عن النفس، واستخدام الأسلحة النارية، وحقوق الإنسان. ثم يعودون إلى الخدمة الفعلية، في ظل مواجهة هايتي لهجمات عصابات لا هوادة فيها، امتدت من بورت أو برنس إلى مدن إقليمية مثل ميريباليه، وسو دو، ولا شابيل، حيث أُحرقت مراكز الشرطة والمباني العامة.

وفي أحدث تطورات الصراع، لا تزال هايتي تعاني من تصاعد العنف، وخلال الأيام الأخيرة قُتل أكثر من 50 شخصًا، وفي الأسبوع نفسه نصبت العصابات كمائن للشرطة واختطفت 10 أشخاص في مناطق مختلفة، وهاجمت العصابات عدة قرى وأضرمت النيران في منازل وبنوك تجارية ومستشفى محلي ومكاتب حكومية.

وحول ذلك الأمر، أكد وزير الدفاع الهايتي أن الهدف الوحيد لهذه الحكومة هو تعزيز القدرات العسكرية الهايتية، من حيث الأفراد والمعدات والبنية التحتية والتكنولوجيا، وذلك بهدف الدفاع عن وطنهم ضد من وصفهم بالأعداء الذين يسعون إلى تدمير أسلوب حياة الأهالي.