الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لعنة الحرب على غزة.. تزايد أعداد المهاجرين من إسرائيل

  • مشاركة :
post-title
فرار الإسرائيليين من تل أبيب

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تزايدت معدلات الهجرة من إسرائيل، خلال العام الماضي، ضمن تداعيات حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، إضافة إلى العدوان على الضفة الغربية المُحتلة.

وكشف تقرير لمكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل صدر الأربعاء الماضي، عن أن 79 ألف شخص غادروا إسرائيل خلال العام الماضي، وأن رصيد الهجرة سلبي، ويبلغ 23 ألف شخص.

وقال مكتب الإحصاء المركزي إن عدد سكان إسرائيل يقدر بحوالي 10 ملايين و148 ألف نسمة، من بينهم نحو 7 ملايين و758 ألف يهودي (78.5%) ومليونان و130 ألف عربي تقريبًا (21.5%) ونحو 260 ألف أجنبي.

وتظهر الأرقام أن أعداد المغادرين فاقت أعداد الوافدين بشكل ملحوظ، مما يواصل اتجاهًا أثار قلق صانعي السياسات والديموجرافيين.

وبين خبير الإحصاء الإسرائيلي سيرجيو ديلا بيرجولا، أن ميزان الهجرة بات سلبيًا للمرة الأولى منذ عقود.

وكشف بيرجولا لصحيفة "معاريف" العبرية، أن عام 2024 سجل خروج عشرات آلاف الإسرائيليين على خلفية الحرب المستمرة على الفلسطينيين في قطاع غزة.

ونبه إلى أن هذه هي المرة الرابعة خلال الـ100 عام الماضية التي تشهد فيها إسرائيل هجرة سلبية، مشيرًا إلى أن المرة الأولى كانت في عشرينيات القرن الماضي، والثانية مطلع الخمسينيات، والثالثة مطلع الثمانينيات.

وأوضح الخبير الإسرائيلي أن تحليل بيانات من غادروا إسرائيل خلال العام الماضي يكشف عن "ظاهرة مثيرة للدهشة" تتمثل في ارتفاع نسبة مغادري إسرائيل من غير اليهود، وبلوغهم نحو نصف إجمالي عدد المهاجرين.

وقال إن هؤلاء في الغالب إسرائيليون لا تعرفهم الحاخامية كيهود، ويحق لهم بموجب قانون العودة أن يكونوا مقيمين في إسرائيل.

ووفق بيرجولا، فإن شعور هذه الفئة بانعدام الأمان بسبب الحرب، إضافة إلى القيود التي تجعل حياتهم بائسة، فضلًا عن المخاوف الاقتصادية، هي من أهم أسباب هذه الهجرة.

وأشار إلى أن كثيرين منهم هاجروا إلى إسرائيل بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، لكنهم لم يجدوا الأمان أو يخشون من الوضع الاقتصادي، فاختاروا العودة إلى أوطانهم أو الانتقال إلى بلد ثالث.

وفي عام 2023، هاجر نحو 55 ألفًا و300 إسرائيلي من إسرائيل، في حين اختار الهجرة إليها 27 ألفًا، بحسب مكتب الإحصاء في سبتمبر 2024.

وعامًا بعد آخر تتحول إسرائيل بشكل لافت إلى بيئة طاردة للسكان، إذ يتجاوز عدد من يغادرونها أولئك الذين يهاجرون إليها. وخلال عام 2024، غادر البلاد عدد من الإسرائيليين يفوق عدد القادمين الجدد، إذ استقبلت إسرائيل نحو 31 ألف مهاجر، بينما غادرها أكثر من 82 ألفًا.

وتشهد إسرائيل أوضاعًا اقتصادية خانقة وانقسامات سياسية عميقة، ضمن تداعيات حرب الإبادة التي تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة، إضافة إلى عدوانها في الضفة الغربية المحتلة.

وتشير استطلاعات الرأي إلى تنامي شعور الإسرائيليين بفقدان الأمن وتراكم الضغوط النفسية منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت "معاريف" نتائجه في أكتوبر 2024، أن 49% فقط من الإسرائيليين أفادوا بأنهم يشعرون بالأمان في أماكن وجودهم.

وكشف استطلاع آخر لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن 20% من الإسرائيليين اليهود يفكرون في مغادرة إسرائيل إذا كانت لديهم القدرة المالية. وبحسب الصحيفة نفسها، فإن 67% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب على غزة.