أجل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، زيارته إلى الصين، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، "البنتاجون"، عن تعقبها لمنطاد تجسس صيني، يُحلق فوق الولايات المتحدة.
ونقلت شبكة ABCNEWs، عن مسؤول أمريكي، أن "بلينكن"، لم يرغب في تفجير الموقف بإلغاء زيارته، كما أنه لا يرغب أن يطغى الحديث حول البالون على اجتماعاته مع مسؤولي الصين.
نفي صيني
وفي أول رد فعل من الصين، قالت إن المنطاد الذي تم رصده في سماء الولايات المتحدة، والمزاعم الأمريكية بأنه مخصص لأغراض التجسس، غير صحيحة، مُؤكدة أنه منطاد مدني يستخدم لأغراض البحث وخاصة أغراض الأرصاد الجوية.
ونفت الصين كل المزاعم المتعلقة بأن المنطاد يستخدم للتجسس، وورد في بيان لوزارة الخارجية الصينية، أن المنطاد له قدرة توجيه محدودة، وأنه "انحرف عن مساره المخطط له" بسبب الرياح.
وأعربت الصين عن أسفها، لدخول المنطاد بشكل غير مقصود إلى المجال الجوي الأمريكي.
رصد المنطاد
ونقلت "رويترز"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم، اليوم الجمعة، إن بالون تجسس صيني، يحلق فوق الولايات المتحدة، موضحين أن طائرات مقاتلة في حالة تأهب للتحرك، لكن قادة الجيش نصحوا الرئيس الأمريكي جو بايدن بعدم إسقاط البالون خوفًا من أن يشكل الحطام تهديدًا لسلامة المواطنين، وهي نصيحة أخذ بها "بايدن".
أيضًا قالت وزارة الدفاع الكندية إنها رصدت "بالون استطلاع على ارتفاع شاهق" وإنها تراقب "واقعة ثانية محتملة"، مُوضحةً أنها على اتصال مستمر مع الولايات المتحدة، لكنها لم تدل بمزيد من التفاصيل.
ومن جانبه وصف مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) وليام بيرنز، أمس الخميس، في كلمة كان يلقيها بفعالية في جامعة جورج تاون بواشنطن الصين بأنها "أكبر تحد جيوسياسي" يواجه الولايات المتحدة.
ليست المرة الأولى
ولكن رغم أن حادثة المنطاد ليست الأولى، وسبق أن رُصدت مناطيد صينية فوق هاواي وجوام، قال مسؤولون أمريكيون إن الواقعة خطيرة هذه المرة، إذ إن المنطاد حلق فوق عدد من المناطق شديدة الحساسية، وفقًا لوكالة "ديلي ميل".
وقال السناتور الجمهوري عن ولاية مونتانا، ستيف داينز، إن المنطاد كان يستهدف صوامع الصواريخ النووية في ولايته، معربًا عن مخاوفه أن تكون الصين قد تجسست على صوامع الصواريخ الباليستية، العابرة للقارات الموجودة في مونتانا، حيث رُصد المنطاد، وفقًا لـ"ديلي ميل".
لماذا لم يتم إسقاط المنطاد؟
طلب الرئيس الأمريكي بالفعل إسقاط المنطاد، بينما عارضته وزارة الدفاع، وبعد اجتماع بين وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، وكبار المسؤولين العسكريين، قرروا في النهاية عدم إسقاطه، لأنه قد يعرض الكثير من الأشخاص على الأرض للخطر من جراء أي حطام محتمل.
ضغوط على بايدن
قالت وكالة "بلومبيرج"، إن الضغوط تزايدت على الرئيس الأمريكي، للرد بقوة على "التعدي الصيني"، إذ طالب المشرعون الجمهوريون باتخاذ إجراء، وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، الجمهوري كيفين مكارثي، في تغريدة على تويتر: "تجاهل الصين لسيادة الولايات المتحدة عمل مزعزع للاستقرار يجب معالجته، ولا يمكن للرئيس بايدن أن يصمت".
حرب تجسس
ولا يعد الحديث عن حرب التجسس بين الصين والولايات المتحدة أمرًا جديدًا، إذ يشتكي الصينيون منذ عقود من المراقبة الأمريكية من خلال السفن وطائرات التجسس بالقرب من أراضيها، وفقا لـ"بلومبيرج"، الأمريكية في تقرير حديث لها.
أيضا حذر مسؤولون في أجهزة الاستخبارات المركزية الأمريكية والبريطانية، من شبكات تجسس إلكترونية، تابعة للصين، وبرامج قرصنة، وخلص تقرير صادر عن لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي في سبتمبر 2020 إلى أن وكالات التجسس الأمريكية تُواجه في واقع الأمر فشلًا في مواجهة التحديات متعددة الأوجه التي تفرضها الصين.
وفي مايو الماضي، اتهمت واشنطن، أربعة ضباط مخابرات صينيين، بالتجسس على معارضين وقيادات حقوقية ونشطاء صينيين، يقيمون على الأراضي الأمريكية.
تطبيق "تيك توك"
وتزايدت الدعوات أخيرًا، لمزيد من الحظر على تطبيق تيك توك، في أمريكا، وفي 24 يناير الماضي، قال السيناتور الأمريكي، جوش هاولي، وهو جمهوري إنه سيقدم مشروع قانون لحظر تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة.
في الوقت الذي يواجه فيه تطبيق تيك توك وهو تابع لشركة بايتدانس الصينية بالفعل حظرًا يمنع الموظفين الاتحاديين من استخدام أو تحميل البرنامج على الأجهزة المملوكة للحكومة.
وقال "هاولي"، إن تطبيق تيك توك هو الباب الخلفي لتجسس الصين على حياة الأمريكيين.