الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أسس مهرجان صندانس.. رحيل أيقونة هوليوود روبرت ريدفورد عن 89 عاما

  • مشاركة :
post-title
روبرت ريدفورد

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

توفي الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد، عن عمر ناهز 89 عامًا داخل منزله في صندانس بولاية يوتا، إذ قالت وكيلة أعماله سيندي بيرجر، في بيان: "كان هذا هو المكان الذي أحبه، محاطًا بمن أحبهم سنفتقده كثيرًا، وطلبت عائلته الحفاظ على خصوصيته".

لأكثر من ستة عقود، كان ريدفورد وجه السينما الأمريكية، يمزج ببراعة بين الكاريزما القوية والعمق العاطفي، إذ أصبحت شراكاته على الشاشة أسطورية، وبرغم ما يتمتع به من مظهر جذاب أصبح بسببه مثالًا يُحتذى به في حقبة السبعينيات، لكن موهبته تجاوزت التمثيل ففي عام 1981، فاز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلمه الأول "Ordinary People"، مثبتًا موهبته خلف الكاميرا كما أمامها، قبل أن يُخرج لاحقًا أعمالًا نالت استحسان النقاد، منها فيلم "River Runs Through It" عام 1992، الذي أطلق براد بيت نحو النجومية.

ويكمن إرث ريدفورد فيما بناه للآخرين، وفي عام 1981 أيضًا، أسس معهد صندانس، المُصمم لرعاية صانعي الأفلام والمسرحيات والملحنين الناشئين، ومن هذه الرؤية انبثق مهرجان صندانس السينمائي، الذي أصبح المعرض العالمي الأبرز للأفلام المستقلة.

ومن كوينتين تارانتينو إلى ستيفن سودربيرج، ومن كيفن سميث إلى دارين أرونوفسكي، تُدين أجيال من صانعي الأفلام بانطلاقاتهم الكبيرة الأولى لإيمان صندانس وريدفورد بسرد القصص خارج إطار هوليوود.

كما دأب ريدفورد على استخدام منصته لما فيه الخير، إذ كان من أشد المدافعين عن البيئة طوال حياته، وانتقل إلى ولاية يوتا غرب الولايات المتحدة، عام 1961 وأصبح من أشد المدافعين عنها في الغرب الأمريكي، إذ عمل على الحفاظ على الأراضي العامة وزيادة الوعي بتغير المناخ.

حياة مُعاشة

رغم تقدمه في السن، لم يتوقف ريدفورد عن العمل، إذ عاد للعمل مع جين فوندا في مسلسل "Our Souls at Night" أو "أرواحنا في الليل" على نتفليكس عام 2017، كما لعب دور البطولة في فيلم "العجوز والمسدس" عام 2018، الذي صرّح بأنه سيكون آخر أدواره التمثيلية. وفي تصريح لشبكة سي بي إس، آنذاك، قال: "بالنسبة لي، التقاعد يعني التوقف عن شيء ما أو التخلي عنه، هناك حياة يجب أن نعيشها، فلماذا لا نعيشها قدر استطاعتنا لأطول فترة ممكنة؟".

في عام 2020، وفي خضم حرائق الغابات المدمرة، كتب ريدفورد مقال رأي يحث فيه أمريكا على عدم تجاهل أزمة المناخ. في العام نفسه، عانى من مأساة شخصية عميقة عندما توفي ابنه ديفيد، مخرج أفلام مثل والده، بسبب السرطان عن عمر ناهز 58 عامًا.

إرث خالد

لم يكن روبرت ريدفورد نجمًا هوليووديًا فحسب، بل كان قوة ثقافية عززت معنى الأفلام وما يمكن للفنانين فعله. ربما وسامته جعلته نجمًا، لكنه ترك وراءه أعمالًا فنية شكّلت السينما، ومهرجانًا لا يزال يُطلق العنان للأصوات الجريئة، وإرثًا من النشاط سيُلهم الأجيال.