"أدين الإبادة في غزة، حرروا فلسطين"، صرخات أطلقها النجم العالمي خافيير بارديم على السجادة الحمراء خلال حفل جوائز "إيمي" 2025، بوضوح لا يعرف المواربة، متوشحًا بالكوفية الفلسطينية، رمز الصمود والحرية، ليحوّل السجادة إلى مساحة تضامن وصوت يتردد صداه أبعد من أضواء الكاميرات.
ويستكمل كلماته التي بدت كالرصاص الذي أُطلق في قلب صناعة تتقاطع فيها المصالح مع السياسة: "لا أستطيع العمل مع من يبرر الإبادة الجماعية أو يدعمها اليوم، أدين الإبادة في غزة، وأكرر: حرروا فلسطين".
موقف بارديم جاء مؤكدًا استناده إلى ما أعلنته "الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية"، التي وصفت ما يحدث بأنه إبادة جماعية مكتملة الأركان.
إطلالة بارديم لم تكن حدثًا فرديًا معزولًا؛ إذ سبقتها حملة واسعة نظمتها منظمة "عاملون في مجال السينما من أجل فلسطين"، حيث وقّع أكثر من 3900 اسم من صنّاع السينما حول العالم على تعهّد مفتوح يرفض العمل مع المؤسسات والشركات الإسرائيلية "المتورطة في الإبادة والفصل العنصري".
انضم بارديم إلى أسماء بارزة مثل أوليفيا كولمان، مارك رافالو، ريز أحمد، إيما ستون، تيلدا سوينتون، وغيرهم، لتشكيل جبهة سينمائية تنحاز للعدالة.
وعندما حاولت شركة "باراماونت" –استوديو أفلام أمريكي– الرد ببيان يدعو لرفض المقاطعة بدعوى أن "إسكات الفنانين لا يصنع سلامًا"، جاء رد بارديم أكثر وضوحًا: "نحن لا نستهدف الأفراد بناءً على هوياتهم، بل المؤسسات المتواطئة التي تبرر الإبادة وتغطي نظام الفصل العنصري، نحن نقف إلى جانب كل من يساند الشعوب المضطهدة".
وبينما كان بارديم يحضر الحفل مرشحًا عن أدائه في مسلسل "مونسترز: قصة لايل وإريك مينينديز"، بدا وكأن ترشيحه يتوارى أمام موقفه السياسي الشجاع، الذي منح حضوره قيمة مضاعفة.