الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب محبط من نتنياهو.. الضربة الإسرائيلية للدوحة تضع البيت الأبيض في مأزق

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب محبط بشدة من بنيامن نتنياهو بعد الهجوم على الدوحة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يشعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبار مساعديه بالقلق من أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة ضد قادة حماس في قطر ربما تكون قد عرقلت محادثات وقف إطلاق النار، وفق ما أفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصادر مقرّبة من البيت الأبيض.

ونقلت المجلة عن مصدر مقرّب من فريق الأمن القومي لترامب قوله: "في كل مرة يحرزون فيها تقدمًا، يتم قصف شخص ما. لهذا السبب يشعر الرئيس ومساعدوه بالإحباط الشديد من نتنياهو". لكن المصدر أضاف أنهم لا يعلمون شيئًا عن خطط أمريكية لمعاقبة إسرائيل.

ونفّذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة استهدفت قادة حماس في الدوحة، الثلاثاء الماضي، ما أودى بحياة خمسة من أعضاء الحركة. ولم يتضح ما إذا كانت قطر أو الولايات المتحدة قد تلقتا تحذيرًا مسبقًا. وصرّح مسؤول دفاعي أمريكي لـ"بوليتيكو" بأن التحذير الإسرائيلي لم يكن كافيًا: "قالوا إن الإشعار المبهم الصادر كان غير كافٍ بتاتًا، وافتقر إلى التفاصيل اللازمة لتحذير الشركاء الإقليميين بشكل كافٍ".

وقال مصدر مقرّب من فريق الأمن القومي الأمريكي إن المكالمة الهاتفية بين ترامب ونتنياهو بعد الضربة كانت "متوترة". فيما صرّح مسؤول قطري لـ"بوليتيكو" بتعليق المحادثات، متسائلًا: "عندما يختار أحد الطرفين قصف الوسيط وأحد الوفود المتفاوضة، فأي نوع من المحادثات يُعتبر صالحًا؟".

ومن المتوقع أن يلتقي ترامب مساء اليوم الجمعة، في نيويورك، رئيسَ الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لبحث تداعيات الضربة الإسرائيلية ضد قادة حماس في الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصدرين مطلعين.

واعتبر الموقع أن اللقاء مع رئيس الوزراء القطري وسيلة أخرى لترامب للتأكيد على دعمه لقطر ومعارضته للهجوم الإسرائيلي. وبالنسبة لقطر، يُعد اللقاء مع ترامب ومسؤول أمريكي رفيع المستوى جزءًا من حملة دبلوماسية قطرية لزيادة الضغط الدولي على إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن رئيس الوزراء القطري سيصل إلى واشنطن العاصمة صباح الجمعة، ويلتقي وزير الخارجية ماركو روبيو في البيت الأبيض. وأفاد مصدران مطلعان بأن آل ثاني يعتزم أيضًا لقاء نائب الرئيس جيه دي فانس. ومن المتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء القطري مساء الجمعة إلى نيويورك للقاء ترامب ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، وفقًا لما نقله "أكسيوس" عن المصدرين.

كما نقل الموقع الأمريكي عن مصادر أن من بين القضايا التي سيناقشها آل ثان في محادثاته في واشنطن اتفاقية أمنية بين الولايات المتحدة وقطر.

والثلاثاء الماضي، وبعد الغارة الإسرائيلية، وجّه ترامب روبيو لتسريع وتيرة المناقشات حول هذه الاتفاقية.

وحسب أكسيوس، يسعى القطريون إلى استغلال الغارة الإيرانية على القاعدة الأمريكية في قطر، وكذلك الغارة الإسرائيلية على قادة حماس في الدوحة، للحصول على ضمانات أمنية رسمية من إدارة ترامب.

وصرّح مسؤولون ومحللون أمريكيون لشبكة "إيه بي سي نيوز" بأن استهداف إسرائيل للقيادة السياسية لحماس على الأراضي القطرية يهدد بإثارة حالة جديدة من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ويُقسّم إدارة ترامب في محاولتها لاحتواء رد الفعل العنيف الناجم عن الحادث.

لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن ذلك لم يفعل الكثير لتبديد الفكرة السائدة بين الشركاء في الشرق الأوسط بأن الإدارة، التي دعمت بقوة إسرائيل في الحرب على غزة، مسؤولة جزئيًا على الأقل عن الهجوم، وأنها أسهمت في تفاقم التوترات في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورغم أن إسرائيل لم تقدّم لإدارة ترامب سوى إشعار محدود بشأن الضربة على الدوحة، فإن المسؤولين يؤكدون أن التحذير الغامض لم يمنحهم الوقت الكافي لتحذير قطر.

وتقول مصادر مطّلعة على الأمر إن الإجراء الذي اتُخذ يوم الثلاثاء فاجأ قطاعات واسعة من الإدارة. وأضافوا أن الحادث أدى أيضًا إلى تعميق الانقسامات داخل الإدارة بين المحافظين المتشددين الذين وقفوا بقوة وراء إسرائيل، وأولئك الذين يرون أن الدعم الأمريكي لتل أبيب يقوّض نهج ترامب "أمريكا أولًا".

ويقول خبراء إن الغضب إزاء الهجوم يهدد احتمالات السلام على المدى القصير، فضلًا عن الرؤية الأوسع لإدارة ترامب للشرق الأوسط، التي تعتمد في المقام الأول على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والقوى الأخرى في المنطقة.

وقال جيسون كامبل، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط: "الولايات المتحدة ستخسر الكثير في أعقاب هذه الضربة الإسرائيلية". وأضاف: "هذه الضربة تبرر التشكيك الإقليمي في رغبة إسرائيل الصادقة في وقف إطلاق النار في غزة، وتُظهر أنها تفضّل السعي لتحقيق أهدافها بالقوة".

وأشار كامبل إلى أن الهجوم "يبعث برسالة واضحة مفادها أنه لا يمكن الوثوق بإسرائيل، وبالتالي بالولايات المتحدة، للدخول في مفاوضات صادقة من أجل وقف سلمي للأعمال العدائية".

وانتقد كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ترامب بشدة خلال خطاب ألقاه أمس الأول (الأربعاء)، وقال زعيم الأقلية تشاك شومر: "لا يأخذ الناس ترامب على محمل الجد على الساحة العالمية، وهذا خطر كبير على الولايات المتحدة وعلى السلام؛ لأنه يخادع ويتراجع. إنه يتملق الناس، ثم لا يفعل شيئًا عندما يؤذونه ويؤذوننا".