في تصعيد خطير للتوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعلنت بولندا، اليوم الخميس، عن طلبها عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، وذلك عقب اختراق عدد من الطائرات الروسية بدون طيار لأجوائها خلال هجوم واسع النطاق على أوكرانيا.
وقالت الخارجية البولندية، اليوم، إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة بعدما خرقت مسيّرات، قالت وارسو إنها روسية، مجالها الجوي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكتبت الخارجية البولندية عبر منصة "إكس": "بناءً على طلب بولندا، سيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا بشأن خرق روسيا المجال الجوي البولندي".
كما كشفت بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، اليوم الخميس، أنها حدّت من الملاحة الجوية عند حدودها الشرقية بعد خرق نحو عشرين مسيّرة يُعتقد أنها روسية لمجالها الجوي.
وجاء في بيان صادر عن وكالة الملاحة الجوية البولندية، نقلته وكالة "فرانس برس"، أن "هذه القيود ستستمر حتى مطلع شهر ديسمبر، وقد اتُّخذت لضمان الأمن الوطني".
وأكد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، أن هذه الحادثة تُعد "انتهاكًا غير مسبوق" لأمن بولندا وسيادتها، مشيرًا إلى أن الطائرات الروسية دخلت المجال الجوي البولندي عبر بيلاروسيا، وتم إسقاط بعضها بواسطة مقاتلات بولندية وأخرى تابعة للناتو.
وأفادت القوات المسلحة البولندية بأنها وضعت دفاعاتها الجوية في حالة تأهب قصوى، وأغلقت مؤقتًا أربعة مطارات، من بينها مطار وارسو، كإجراء احترازي.
من جانبه، وصف الرئيس البولندي، كارول ناوروكي، الحادث بأنه "أخطر انتهاك منذ الحرب العالمية الثانية"، مؤكدًا أن بولندا ستدافع عن سيادتها بكل الوسائل المتاحة.
من جانبها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، كايا كاس، أن "ما حدث في بولندا أخطر انتهاك روسي لمجالنا الجوي منذ بداية الحرب"، موضحة أن الانتهاك الروسي للمجال الجوي الأوروبي متعمد وليس عرضيًا.
وأعربت الولايات المتحدة عن تضامنها الكامل مع بولندا، حيث أجرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره البولندي للتأكيد على دعم واشنطن لعضو حلف الناتو.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الأوكراني أن المسيّرات الروسية في المجال الجوي البولندي تُعد سابقة بالغة الخطورة لأوروبا، موضحًا أن بلاده تحتاج إلى أسلحة كافية لردع روسيا، ويجب أن يكون الرد من الشركاء قويًا.
ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى إنشاء نظام دفاع جوي أوروبي مشترك، محذرًا من أن "العدوان الروسي لم يعد يقتصر على أوكرانيا فقط".