في خضم الحرب الطاحنة التي تخوضها المعسكرات السياسية بالانتخابات الإسرائيلية، يسعى بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة وحزب "الليكود"، للإطاحة بتحالف خصمه يائير لابيد، رئيس الوزراء الحالي والعودة إلى السلطة، مما دفعه للاستعانة بإيتمار بن جيفر، عضو الكنيست وزعيم حزب "عوتسما يهوديت"، المعروف بخطابه التحريضي المناهض للعرب، وصاحب مقترح ضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها.
وخلال مكالمة هاتفية مع راديو الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين، لمح نتنياهو إلى إمكان تكليف بن جفير، بمهمة الإشراف على الأمن العام لإسرائيل، وأنه لا يستبعد أن يُصبح بن جفير وزيرًا للأمن الداخلي في حكومة إسرائيل المقبلة، وذلك قبل ساعات من الانتخابات، التي قد تشهد وصول كتلته المتشددة إلى السلطة، وستقود الضفة المحتلة إلى فصل جديد من التصعيد.
فصل جديد من التصعيد
وفي الأيام الأخيرة، سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على بن جفير، الذي أصبح بين ليلة وضحاها نجم على الساحة السياسية الإسرائيلية، بعد ما كان رمزًا للتطرف في نظر الفلسطينيين ومعظم الإسرائيليين، موضحة أنه يتغذى على الشغب ويستمد قوته من التوترات الأمنية التي تشتعل في مدن القدس والضفة الغربية، وسط مخاوف من تحوله إلى قوة رئيسية بالتيار السياسي الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، وصفته زهافا جالون، زعيمة حزب "ميرتس" الإسرائيلي المعارض قبل أيام، بأنه "مستفز ومتنمر" يجر الشغب ورائه أينما ذهب، وذلك خلال جولة التصعيد الأخيرة التي اندلعت في الضفة الغربية قبل أيام، نتيجة لعربدة المستوطنين بقيادة زعيمهم بن جفير ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، وشملت الاعتداء على النساء والأطفال وحرق المصاحف واقتحام المسجد الأقصى.
من هو إيتمار بن جفير؟
ولد بن جفير في القدس الغربية عام 1976، بمستوطنة "كريات أربع" الموجودة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ذو أصول عراقية ومعروف بمواقفه المتطرفة تجاه الشعب الفلسطيني، وطالب مرارًا وتكرارًا بضم الضفة الغربية المحتلة بأكملها، كما تم إعفاؤه من التجنيد في سن الـ18، بسبب مواقفه اليمينية المتطرفة.
تخرج بن جفير من كلية الحقوق عام 2008، لكن نقابة المحامين الإسرائيلية، رفضت طب عضويته بسبب سجله الجنائي، لكنه تمكن من الانتساب للنقابة في عام 2012، بعد احتجاجات قادها بنفسه، ومنذ ذلك الحين، عمل بن جفير كمحامِ لعناصر اليمين المتهمة بارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين.