أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأربعاء، أن الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إطار جديد للتعاون، أخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لبلاده، واعترف بحقوقها المشروعة، مشددًا على أن الاتفاق لا يتضمن تفتيش المواقع النووية.
وقال عراقجي، في تصريحات صحفية عقب مشاوراته في القاهرة، إن المفاوضات مع الوكالة بدأت قبل فترة بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى أن وصلت إلى مرحلة استوجبت إجراء مباحثات على مستوى رفيع لإقرار النص النهائي للاتفاق.
وأضاف: "بناءً على مقترح وزير الخارجية المصري، عُقد الاجتماع في القاهرة، وأجرينا جولة مفاوضات استمرت أكثر من ثلاث ساعات مع رافائيل جروسي، وتمكنا من التوصل إلى اتفاق بشأن النص".
وأوضح أن الاتفاق الجديد جاء في ظل التطورات التي أعقبت الهجوم الأمريكي على منشآت نووية إيرانية، مؤكدًا أن طهران، باعتبارها عضوًا في معاهدة حظر الانتشار النووي، "ظلت دائمًا ملتزمة بالتعاون مع الوكالة، وأن برنامجها سلمي وتحت إشرافها".
وأشار إلى أنه عقد لقاءات ثنائية مع المسؤولين المصريين، بينهم وزير الخارجية والرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدًا أن العلاقات بين القاهرة وطهران تشهد "تقدمًا ملحوظًا وتفاهمًا جيدًا جدًا"، مع استمرار المشاورات الإقليمية بين البلدين.
وشدد عراقجي على أن الاتفاق نصّ صراحة على الاعتراف بقانون مجلس الشورى الإيراني، وأن جميع الإجراءات يجب أن تعتمد من المجلس الأعلى للأمن القومي، ما يعني أن إيران ستنسق تعاونها وفق هذا الإطار.
وساطة مصرية
من جانبه، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الإيراني ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، حيث رحّب بزيارتهما إلى القاهرة التي جاءت تتويجًا لمسار تفاوضي انطلق في أغسطس 2025 بوساطة مصرية، رغم التوترات التي فرضتها الحرب الإسرائيلية–الإيرانية.
وأشاد السيسي بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في القاهرة، معتبرًا إياه خطوة إيجابية لخفض التصعيد، قد تشجع الأطراف المعنية على التراجع عن خطوات تصعيدية، وإتاحة المجال أمام الدبلوماسية والعودة إلى المفاوضات للتوصل إلى تسوية سلمية للملف النووي الإيراني.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الإيراني عن تقدير بلاده الكامل للرئيس المصري ولدوره في إنجاح الاتفاق، الذي من شأنه أن يمهد لمرحلة جديدة في المنطقة، ويسهم في تجنب التصعيد واستئناف المفاوضات النووية، بما يدعم استقرار الشرق الأوسط.
أما مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أثنى على الدور المصري، معتبرًا أن نجاح المفاوضات يعود إلى "وزن مصر ومكانتها الاستراتيجية، وإشراف الرئيس المصري المباشر على العملية"، مضيفًا: "لولا ذلك لما كان ممكنًا التوصل إلى هذا الاتفاق التاريخي".