بعد أن أثارت تصريحات الفنان السوري سلوم حداد أخيرًا جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تطرق في أحد اللقاءات إلى أزمة نطق اللغة العربية الفصحى لدى عدد من الفنانين المصريين، مشيرًا إلى أن قلة فقط منهم أتقنوا هذه اللغة في أعمالهم، ما انعكس من وجهة نظره على مصداقية بعض الأعمال الدرامية.
وقد قوبل هذا التصريح بانتقادات واسعة من جانب عدد من الفنانين والجمهور المصري والعربي، حيث اعتبره البعض تقليلًا من قدرات الممثل المصري وتاريخه الطويل في تقديم أعمال ناطقة بالفصحى، خصوصًا في الدراما التاريخية والدينية، إذ إن التجربة الفنية المصرية أنجبت عمالقة في الأداء أثروا في الوجدان العربي لعقود.
وفي خضم هذا الجدل، جاء تصريح نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور ليضع النقاط على الحروف، إذ أكد وحدة الهدف بين الفنانين العرب، والاحترام العميق للدور الذي لعبته مصر ولا تزال في ترسيخ أسس الفن العربي وتطوير صناعته.
أصول الدراما
وفي تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، قال "الناطور": "نحن جميعًا أبناء وطن واحد، تجمعنا اللغة، والتاريخ، والمصير المشترك، ومهما تباينت وجهات النظر، تبقى الحقيقة الأهم أن مصر، كما عهدناها دومًا، كانت وما تزال مدرسة الفن الأولى، التي تعلم منها العرب أصول الدراما، ومبادئ التمثيل، وفنون التأثير".
ويضيف: "مصر ليست فقط "أم الدنيا" كعبارة دارجة نرددها، بل لأنها فعليًا كانت الأم التي احتضنت التجارب الأولى لكثير من الفنانين العرب، ومنحتهم منبرًا وسقفًا وحضورًا، لقد سبقت مصر الكثير من الدول العربية بخطوات في بناء صناعة درامية احترافية، وصلت إلى كل بيت عربي، وتركت أثرًا في وجدان كل مشاهد".
وتابع: "أما ما أثير أخيرًا من نقاش حول نطق اللغة العربية الفصحى، فهو في جوهره نقاش مهني طبيعي، لا يقلل من قيمة أحد، ولا يمس باحترامنا الكبير للفن المصري ولرموزه الذين نعتز بهم، فنحن كعرب، نعتز بلغتنا الأم، ونحرص على سلامتها، لكن الأهم في رأيي الشخصي هو أن تصل الرسالة الفنية إلى الجمهور بصدق، سواء عبر اللغة العربية الفصحى، أو اللهجة المصرية التي أحبها وأشعر بقربها من قلبي".
وختم حديثه: "الرسالة والمشاعر هي جوهر الفن الحقيقي، وإذا وصلت بصدق، فإن الوسيلة تصبح أمرًا ثانويًا، وأجدد احترامي العميق لكل فنان مصري يقدر فنه، ويصون رسالته، وأؤكد مجددًا.. لقد تعلمنا من مصر الكثير، وما زلنا نتعلم".