احتشد الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب، أمس السبت، مناشدين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء الحرب على غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس الفلسطينية.
وبحسب "رويترز"، تجمع المتظاهرون في ميدان عام خارج مقر الجيش، ملوحين بالأعلام الإسرائيلية ورافعين لافتات بصور المحتجزين، ورفع بعضهم لافتات كُتب على إحداها: "استمرار الحرب على غزة ينتقص من هيبة ترامب"، وكتُب على أخرى: "أيها الرئيس ترامب.. أنقذ المحتجزين الآن".
نفوذ ترامب
وقال أحد سكان تل أبيب لـ"رويترز"، إنَّ ترامب هو الرجل الوحيد في العالم الذي لديه نفوذ على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإجباره على وقف الحرب.
وتخشى أسر المحتجزين وداعمون لهم من أن يُعرّض الهجوم على مدينة غزة أبناءهم للخطر، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن هذا التخوف تشاركهم فيه القيادة العسكرية أيضًا.
واتهمت والدة الجندي الإسرائيلي أورنا نيوترا، الذي قُتل في السابع من أكتوبر 2023 ويحتجز مسلحون جثته في غزة، الحكومة بـ"التخلي عن رعاياها".
وتابعت: "نأمل أن تدفع الولايات المتحدة كلا الجانبين للتوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق شامل يعيدهم إلى الوطن".
وتشهد تل أبيب مظاهرات أسبوعية يتزايد حجمها مع تزايد أعداد الذين يطالبون الحكومة بالتوصل إلى وقف إطلاق النار مع حماس من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
أزمة جوع في غزة
كان ترامب قد تعهّد بإنهاء سريع للحرب في غزة خلال حملته الرئاسية، لكن بعد مرور نحو 8 أشهر على ولايته الثانية، لا يزال التوصل إلى حل بعيد المنال، وقال أول أمس الجمعة إن واشنطن منخرطة في مفاوضات "متعمقة للغاية" مع حماس.
بينما تشنُّ القوات الإسرائيلية غارات مكثفة على ضواحي مدينة غزة، حيث يواجه مئات الآلاف من الفلسطينيين شبح المجاعة، بحسب مرصد عالمي للجوع، يقر مسؤولون إسرائيليون بوجود أزمة جوع في غزة، لكنهم في الوقت نفسه ينكرون أن القطاع يواجه مجاعة.
كما حذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس المدنيين في مدينة غزة بالمغادرة والانتقال إلى جنوب القطاع، مع العلم بأنه يوجد مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يحتمون في المدينة التي كان يقطنها نحو مليون نسمة قبل الحرب.
من جانبه، ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن مدينة غزة معقل حماس والسيطرة عليها ضرورية لهزيمة الحركة التي اندلعت الحرب بعد هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023.
وقف إطلاق النار
ولم تعد الحرب تحظى بالقبول بين بعض شرائح المجتمع الإسرائيلي، وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يريدون من حكومة نتنياهو اليمينية التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار مع حماس يضمن إطلاق سراح المحتجزين.
وعرضت حماس إطلاق سراح بعض المحتجزين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار بما يشبه الشروط التي تمت مناقشتها في يوليو الماضي قبل انهيار المفاوضات التي كانت بوساطة أمريكية وعربية.
وجددت حركة حماس عرضها، أمس، مرة أخرى إنها ستفرج عن جميع المحتجزين إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة، بينما المعضلة في نتنياهو الذي صرّح بأنه لن يقبل إلا باتفاق ينطوي على إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة واستسلام حماس.