في لحظة مؤثرة هزّت مشاعر الحضور وأعادت تسليط الضوء على واحدة من أكثر المآسي إيلامًا في السنوات الأخيرة، فاز فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي في الدورة الـ81 من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، أحد أعرق المهرجانات السينمائية في العالم.
الفيلم، الذي استند إلى قصة حقيقية مؤلمة من حرب غزة، يروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة هند رجب، الطفلة الفلسطينية ذات الخمسة أعوام، التي لقيت حتفها خلال قصف إسرائيلي استهدف مناطق سكنية مكتظة في قطاع غزة.
ومن خلال معالجة سينمائية قوية، تمزج بين التوثيق والدراما، سلّطت "بن هنية" الضوء على ما وصفته بـ"الصوت الذي لم يُسمع"، حيث اعتمد الفيلم على مكالمات الطوارئ التي أجرتها الطفلة قبل استشهادها، مسجلًا بذلك شهادة إنسانية حية على واقع الحرب وآثارها على المدنيين، وخاصة الأطفال.
وقالت مخرجة العمل التي صفق لها الحاضرون وقوفًا عند استلامها جائزتها: "لا يمكن للسينما أن تُعيد هند إلى الحياة وتمحو الفظائع التي ارتُكبت بحقها، لكنها قادرة على حفظ صوتها لأن قصتها ليست لها وحدها، بل هي قصة مأساوية لشعب بأكمله يعاني من إبادة جماعية ترتكبها حكومة إسرائيلية مجرمة تتصرف بإفلات من العقاب".
وجاء التتويج في ظل اهتمام عالمي متزايد بالفن كوسيلة للمقاومة وتوثيق الحقيقة، وهو ما منح الفيلم صدى واسعًا، ليس فقط في الأوساط السينمائية، بل أيضًا في المحافل السياسية والحقوقية.