فؤاد المهندس.. "الأستاذ" يترك لتلاميذه تشكيل شخصيتهم الفنية
"تربيت في مسرح نجيب الريحاني، وشوفت كل النجوم هناك، وتعلمت منهم عدم الأنانية في العمل".. بهذه الكلمات وصف النجم الراحل فؤاد المهندس، الذي اشتُهِر بلقب "الأستاذ"، علاقته بأستاذه الأول نجيب الريحاني، ومن منطلق عدم الأنانية ورغبة صادقة منه في اكتشاف مواهب جديدة وتقديمها للجمهور، واصل العطاء، ليمنح أجيالًا تالية خلاصة ما تعلمه من الريحاني، مضيفًا إليه بالطبع تجاربه المهنية الخاصة وأسلوبه الذي تميز به.
النجم الذي تحل اليوم السبت 6 سبتمبر ذكرى ميلاده، بدأ من مسرح الجامعة، وبطموح الشباب ذهب ليقابل الريحاني، ويطلب منه إخراج مسرحية لطلاب كلية التجارة، إذ كان يرى فيه "الهرم الرابع"، وتعلم منه الدقة في الحوار، والترابط بين الشخصيات، وحل المشكلات بطريقة فنية، وكل هذه القيم نقلها لتلاميذه.
ورغم تعلم المهندس على يد الريحاني، خلق لنفسه شخصيته الفنية المستقلة، وكان صاحب رؤية ذاتية خالصة، ويضع يده على المواهب الحقيقية ويدعمها حتى تتألق، وفي الوقت نفسه حرص على أن يكون تلاميذه لكل منهم شخصيته الخاصة، ليصنع أجيالًا ويؤسس مدرسة كاملة في المسرح والسينما.
الأستاذ والزعيم
أحد أبرز هؤلاء التلاميذ، هو النجم عادل إمام، الذي يعتبره المهندس ابنه البكري، قائلًا عنه في لقاء تلفزيوني قديم: "رأيت فيه موهبة لم يسبق أن رأيتها من قبل، لذا اخترته من بين العشرات لدور صغير في مسرحية (أنا وهو وهي)، ومع الوقت ازدادت مساحة دوره حتى أصبح شريكًا أساسيًا في المسرحيات التالية، ثم صار نجمًا لامعًا معروفًا بلقب الزعيم" .
عادل إمام نفسه لم ينس فضل أستاذه، مؤكدًا أنه تعلم منه الكثير، إذ قال في تصريحات تلفزيونية عدة إنه أول من أعطاه الفرصة الحقيقية، وأول نجم من الوسط الفني يصبح صديقًا له.
هذه العلاقة الإنسانية والفنية بين الأستاذ وتلميذه ظهرت جليًا في الثمانينيات، حين قبل فؤاد المهندس أن يشارك في أفلام ببطولة عادل إمام منها "خمسة باب" و"زوج تحت الطلب"، مؤكدًا أن الزمن لا يقلل من قيمة الموهوب، وأن دعم الجيل الجديد واجب.
الضيف أحمد وسناء يونس
لم يكن عادل إمام الطالب الوحيد في مدرسة المهندس، إذ تخرج من تحت يده نجوم كبار، منهم سناء يونس التي منحها دور العمر في مسرحية "سك على بناتك" لتتوهج فنيًا بعد ذلك، وأيضًا الضيف أحمد الذي شارك معه في "أنا وهو وهي" قبل أن يشتهر مع ثلاثي أضواء المسرح، وكذلك محمد أبو الحسن، الذي يعد دور "حنفي" في مسرحية "سك على بناتك" أحد أبرز أدواره المضيئة.
والأمر لم يقتصر على النجوم في مرحلة الشباب فقط، بل امتد إلى الطفولة أيضا، إذ رأى في الطفلة وقتئذ رانيا عاطف موهبة حقيقية، ليمنحها فرصة بطولة مسرحية "هالة حبيبتي" عام 1985، والتي لا تزال حتى وقتنا هذا تدين له بالفضل ووصفته بالأب الذي يفرح بأن أبناءه يكبرون.
شويكار.. رفيقة العمر
إلى جانب ذلك، شكَّل فؤاد المهندس مع شويكار ثنائيًا تحفظه الذاكرة ويحبه القلب، إذ جمع بينهما الحب والفن في أكثر من 160 عملًا مسرحيًا وسينمائيًا، وكانت أدوارهما معًا في العديد من الأعمال الفنية ومنها "سيدتي الجميلة"، و"السكرتير الفني" و"أخطر رجل في العالم" علامات بارزة في مشوار شويكار، التي قالت في عدة حوارات إنها تعلمت من فؤاد المهندس الكثير، وتجاربها الفنية معه نقلتها إلى منطقة مغايرة.