الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"لا يملك معلومات دقيقة".. الاحتلال يعترف بمخاطر عملية غزة على المحتجزين

  • مشاركة :
post-title
قوات جيش الاحتلال داخل قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في اعتراف صادم يكشف عن حقيقة العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، أبلغ الضباط المختصون بملف الأسرى والمفقودين في جيش الاحتلال عائلاتهم أن الجيش لا يملك معلومات دقيقة عن مواقع ذويهم في القطاع، وأن العملية الجارية في مدينة غزة تزيد من مخاطر الإضرار بالأحياء منهم وقد تؤدي لاختفاء جثث الموتى.

غياب المعلومات وتزايد المخاطر

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن أن الضباط المختصين بملف الأسرى والمفقودين توجهوا لعائلات المحتجزين بتحذيرات واضحة حول العملية المسماة "مركبات جدعون 2".

وأكد الضباط للعائلات أن "الجيش (الإسرائيلي) لا يملك معلومات دقيقة حول أماكن وجود المحتجزين"، ما يجعل العملية العسكرية في غاية الخطورة على حياتهم.

وحذَّر المسؤولون العسكريون العائلات من ضرورة التأهب "للإرهاب النفسي من جانب حماس"، بما في ذلك إمكانية نشر مقاطع فيديو لأحبائهم كجزء من الحرب النفسية.

رفض قاطع وانتقادات حادة

من جهته، ردَّ مقرر عائلات المحتجزين بغضب شديد على هذه التطورات، مؤكدًا في بيانٍ نقلته "هآرتس" أنه "لم يتم عرض أي خطة تضمن عدم تحول عملية مركبات جدعون 2 إلى مجزرة الستة الثانية"، في إشارة مباشرة لحادثة سابقة راح ضحيتها ستة محتجزين.

وأعرب المقرر عن "صدمته من قرار رئيس الأركان بالتعاون مع حرب غير ضرورية"، مؤكدًا أن "ما لم ينجح في مركبات جدعون الأولى لن ينجح في الفصل الثاني ولا في الفصل السابع".

وأشار البيان إلى وجود "اتفاق موضوع على الطاولة هو الذي سيعيد المحتجز الأخير وينهي الحرب".

خلافات أمنية عميقة

وأشارت "هآرتس" إلى الخلافات الداخلية في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ أوضح رئيس الأركان إيال زامير وقيادة الجيش الأسبوع الماضي للمستوى السياسي "ضرورة استغلال وسائل الضغط المحققة لصفقة تحرير المحتجزين، حتى لو كانت جزئية".

وعرض زامير موقفه على الوزراء قبل أسبوعين، مؤكدًا أن "الضغط العسكري الإضافي على حماس في شكل احتلال مدينة غزة سيستغرق وقتًا طويلًا، وسيؤدي لإصابات بين الجنود والمحتجزين، وسيثقل العبء الكبير المفروض على منظومة الاحتياط".

وفي جلسة الحكومة المصغرة الأحد الماضي، قدَّم جميع ممثلي الأجهزة الأمنية موقفًا واضحًا مؤيدًا لصفقة محتجزين جزئية، وفق ما نقلته الصحيفة الإسرائيلية.

وحذَّر المسؤولون من "عواقب السيطرة العسكرية على مدينة غزة"، معتبرين أنها "ستكلف باحتمالية عالية ثمنًا باهظًا من ناحية إسرائيل، لكنها لن تهزم حماس".

وبشكل استثنائي، أثار حتى بعض وزراء الليكود علامات استفهام حول نجاح العملية، حسب "هآرتس".

الوضع الميداني الراهن

رغم هذه التحذيرات والاعتراضات الواسعة، أعلن رئيس الأركان، الثلاثاء الماضي، بدء المناورة البرية في مدينة غزة، بينما أكد المتحدث العسكري العقيد أفي دفرين مساء الخميس أن "الجيش يسيطر على 40% من مساحة المدينة".

وأوضح دفرين للإعلام أن "اللواء 99 يعمل في حي الزيتون واللواء 162 يعمل في ضواحي حي الشيخ رضوان"، مؤكدًا أن "العملية ستستمر في التصاعد خلال الأسابيع المقبلة" بمشاركة "عشرات الآلاف من جنود الاحتياط" الذين تم استدعاؤهم لهذا الغرض.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه التطورات تكشف عن تناقض صارخ بين التحذيرات الأمنية الواضحة من مخاطر العملية على المحتجزين وبين إصرار القيادة السياسية على المضي قدمًا، ما يثير تساؤلات جدية حول الأولويات الحقيقية في إدارة الأزمة وعن مدى اعتبار حياة المحتجزين في الحسابات العسكرية والسياسية.