الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تطهير عرقي وطقوس تلمودية.. الاحتلال يسرّع عمليات تهويد القدس

  • مشاركة :
post-title
مسيرة للمستعمرين الإسرائيليين في مدينة القدس العربية

القاهرة الإخبارية - متابعات

قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية، فارسين شاهين، إن مدينة القدس تعيش واقعًا مأساويًا، حيث تشهد منذ بداية العام تنفيذًا ممنهجًا ومتسارعًا لاستراتيجية استعمارية تهدف إلى تصفية الوجودِ الفلسطيني في القدس.

وأضافت وزيرة الخارجية الفلسطينية، خلال كلمتها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك لمواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، أن الاحتلال يسعى إلى تغيير طابع المدينة التاريخي والديني والديموجرافي والقانوني، وفرض واقع جديد لا يقيم وزنًا للقانون الدولي.

وأشارت إلى أن المسجد الأقصى شهد اقتحامات غير مسبوقة من أكثر من 39 ألفَ مستعمر، تحتَ حمايةِ الاحتلال، تخللتها طقوسٌ تلموديةٌ علنية، ورفعُ راياتٍ وصور، وتعطيل الأذان، وفرضُ قيودٍ على المصلين في شهرِ رمضان المبارك، إضافةً لمحاولاتِ إدخالِ قرابينٍ حيوانية، ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقدسيةِ المكان وحرمتهِ ورمزيته.

186 عملية هدم

ولفتت شاهين إلى أن الاحتلال نفذ أكثر من 186 عملية هدمٍ وتجريف، كما أُجبر مواطنون على هدم بيوتهِم بأيديهم تحتَ تهديد الغرامات والاعتقال. مشيرةً إلى أن سياسة التطهير العرقي تستهدف الأحياء الفلسطينية في سلوان، والعيسوية، والشيخ جراح، وبيت حنينا، لطرد السكان واستبدالهم بمستعمرين، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

أما فيما يتعلق بالاستيطان والتهويد، فأشارت إلى أنه تمّت المصادقة على مخططات استعمارية ضخمة تضم آلاف الوحدات، وشبكات طرق عنصرية، و"حدائق تلمودية" تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي، وعزل الأحياءِ الفلسطينية، وتقطيعِ أوصالها.

وأردفت شاهين أن المدارس والجامعات تتعرض للاقتحام والإغلاق، وتُستهدف المناهج، وتُقفل المكتبات، وتُغلق المؤسسات الوطنية بشكل تعسفي، بما في ذلك صندوق القدس، وذلك في مسعى لكسر إرادة المقدسيين، وطمس هويتهم، وحرمان أبنائهم من المستقبل.

وقالت إن الاحتلال يستخدم قرارات الإبعاد كأداة قمع سياسي، مستهدفًا الرموز الوطنية والدينية، وعلى رأسهم وزير شؤون القدس، في محاولة لإسكات كل صوت يرفض الاحتلالَ ويدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكدت شاهين أن الصمت الدولي، وعدم المحاسبة، يمنحان الاحتلال الضوء الأخضر للمضي قدمًا في جرائمه.

وطالبت أعضاء اللجنة بتحريك الآليات الدولية الفاعلة لوقف هذه الانتهاكات فورًا، وحماية المدينة المقدسة ومقدساتها، والضغط على إسرائيل لإلزامها بالاتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة، ووقف جميع أعمال الاستعمار والهدم فورًا، ودعم صمود المواطنين المقدسيين ماديًا ومعنويًا، والوقوف إلى جانب مؤسساتهم الوطنية التي تشكل خط الدفاع الأول عن هوية المدينة العربية.

وشددت على أن ما يحدث في القدس ليس أزمة عابرة، بل حلقة في سلسلة مخطط استعماري أوسع يطال كامل الأرض الفلسطينية؛ فهو يتزامن مع جريمة إبادة جماعية في غزة، وتصاعدٍ للاستيطان والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية، وحصارٍ اقتصادي وإنساني خانق، هدفه تفكيك الوجود الفلسطيني جغرافيًا وديموغرافيًا، وإنهاء أي احتمال لتجسيدِ دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.