حذرت محافظة القدس، من قرار حكومة الاحتلال إعادة تفعيل مخطط E1 الاستيطاني، الذي جُمّد منذ أربع سنوات، وإطلاق العنان لمشاريع تهويدية توسعية تستهدف خنق مدينة القدس وابتلاع ما تبقى من الأراضي الفلسطينية في محيطها، عبر إقامة 3412 وحدة استيطانية جديدة بين القدس ومستعمرة "معاليه أدوميم".
واعتبرت المحافظة في بيان صادر عنها، اليوم الخميس، القرار خطوة عدوانية تهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، وعزل القدس عن عمقها العربي، وقطع شرايين الحياة عن الدولة الفلسطينية قبل ولادتها.
وأكدت أن الاعلان عن هذه المخططات في هذا الوقت بمثابة إعلان حرب شاملة على الأرض والهوية الفلسطينية.
وأضافت، أن ما تقوم به حكومة الاحتلال ليس سوى جريمة حرب مكتملة الأركان، تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334 الذي يجرّم الاستيطان.
وبينت أن هذا المخطط الاستيطاني يفتح الباب واسعًا أمام التهجير القسري لسكان الخان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة عبر الهدم والمصادرة والتجريف، تمهيدًا لفرض أمر واقع استيطاني لا يمكن التراجع عنه.
ولفتت المحافظة في بيانها إلى أن الإعلان عن مشروع ما يُسمّى بـ"طريق نسيج الحياة" هو جزء من المنظومة الاستيطانية، لفصل حركة الفلسطينيين وعزلهم عن منطقة E1، بالتوازي مع مخطط إقامة حديقة استيطانية على جبل المشارف (التلة الفرنسية) لربط مستعمرات القدس بالمخطط الاستعماري، في محاولة لخنق أحياء الطور والعيسوية وحرمانها من التوسع الطبيعي.
وكشفت محافظة القدس، أن المخططات التي صادقت عليها سلطات الاحتلال في مستوطنة "معاليه أدوميم" والتي تعكس حجم التوسع العدواني.
ونوهت، إلى أن قوات الاحتلال شرعت بتوزيع عشرات أوامر الهدم في العيزرية والتجمعات البدوية في الأيام الماضية، كخطوة تمهيدية لابتلاع آلاف الدونمات، وتنفيذ مخطط "القدس الكبرى" الذي يوسّع حدود ما يسمى بـ"بلدية الاحتلال" لتصل حتى أريحا شرقًا وبيت لحم جنوبًا، في أكبر عملية ضم وابتلاع للأرض منذ احتلال عام 1967".
وحذرت المحافظة من أن الصمت الدولي على هذه الجريمة سيجعل المجتمع الدولي شريكًا في الجريمة، وقالت: "ندعو إلى تحرك فوري وحاسم من الأمم المتحدة، ومحكمة الجنايات الدولية، وجميع المؤسسات الحقوقية، لوقف هذا الزحف الاستيطاني الاستعماري، وفرض العقوبات على دولة الاحتلال، ودعم صمود المقدسيين في وجه هذا المخطط الذي يستهدف وجودهم ومستقبلهم وحقهم التاريخي في أرضهم وعاصمتهم الأبدية القدس.
وأكدت، محافظة القدس أن هذه المخططات تستهدف تغيير الهوية الوطنية للقدس وطمس معالمها العربية والإسلامية والمسيحية، ونسف أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة الأراضي بالكامل، وفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة على القدس وضواحيها، وتمثل مشروع تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في القدس ومحيطها.