يعدُّ فيلم "ضي – سيرة أهل الضي" واحدًا من الأعمال الفنية الإنسانية المؤثرة، حيث يحكي عن قصة نوبي يُعاني من مرض نادر يمنعه من التعرّض لأشعة الشمس، لكنه يملك صوتًا جميلًا وحلمًا كبيرًا بأن يصبح مغنيًا. تنطلق رحلته من أسوان إلى القاهرة وسط تحديات كثيرة، منها التنمّر، والفقر، والاختلاف، لكنه لا يتخلى عن حلمه.
يمزج الفيلم بين البساطة والعمق، ويقدمه فريق عربي مميز بقيادة المخرج كريم الشناوي والمؤلف هيثم دبور.
وعُرض الفيلم في عدد من المهرجانات العربية والدولية، مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومهرجان برلين السينمائي الدولي، ونال إشادات نقدية كبيرة.
كما عُرض جماهيريًا في دور السينما المصرية مؤخرًا، حيث لاقى تفاعلًا واسعًا من الجمهور والنقاد على حد سواء.
رحلته تشبهنا
قال الكاتب هيثم دبور لـ"القاهرة الإخبارية" إن قصة "ضي" ليست بعيدة عن واقعنا، بل تشبه رحلاتنا الشخصية، تلك التي نخوضها يوميًا بين الأمل والخذلان، بين السعي والصبر، وتابع: " هي رحلة فيها نوع من المعافرة والتشبث بالحلم، رغم كل الصعوبات، هو لا يهرب من العالم، بل يواجهه، ونحن كذلك".
وعن خلفيات العمل وما حمله من مشاعر، قال المخرج كريم الشناوي، "وُلدالفيلم من قلب مليء بالحب والإيمان بالفكرة، إيمان بالرسالة، بالشخصية، وبكل تفاصيله. وأتمنى من الناس أن يشاهدوه، أن يحبوه كما أحببناه، وأن يشعروا بتميّزه كما شعرنا به ونحن نصنعه".
ومن قلب القصة، يتحدث بدر محمد، بطل الفيلم، الذي أدى دور "ضي" ببراعة لامست القلوب، وقال عن الشخصية: "أنا أجسد شخصية ضي، وهو شخص يجري وراء حلمه، رغم أنه يواجه صعوبات كثيرة جدًا، سواء من الناس أو من ظروفه الصحية. يتعرض لتنمّر، لكن رغم ذلك يكمل، ويتمسك بحلمه لآخر لحظة".
كما عبّرت الفنانة السعودية أسيل عمران، والتي قدمت شخصية معلمة الموسيقى التي تقف بجانب "ضي"، عن إحساسها العميق بالقصة، مؤكدة أن الفيلم يمسّ مشاعرنا جميعًا، وقالت: "أتوقع أن هذا الفيلم يتحدث عن حياتنا جميعًا؛ لأن كل واحد فينا يحتاج شخصًا يؤمن به، يمسك إيده في اللحظة التي يشعر فيها أنه وحيد، ويقول له: أنا مؤمن بيك، وكمل".