توالت التحذيرات من قبل المسؤولين الأوكرانيين، خلال الأيام القليلة الماضية، بأن روسيا تستعد لهجوم كبير جديد على بلادهم، بحلول 24 فبراير الجاري، الذي يوافق الذكرى الأولى لاندلاع الصراع المسلح.
وأحدث تحذير أطلقه أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، الذي قال في حديثه لوسائل الإعلام الفرنسية، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حشد قرابة 500 ألف جندي، لشن هجوم كبير على أوكرانيا، بمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب.
وفي إشارة إلى التعبئة العامة التي أجرتها روسيا لـ300 ألف جندي، سبتمبر الماضي، قال "ريزنيكوف": إن الأرقام على الحدود تشير إلى أن الحجم الحقيقي قد يكون أقرب إلى 500 ألف.
قال ريزنيكوف: "نحن لا نقلل من شأن عدونا"، مضيفًا "أعلنوا رسميًا 300 ألف، لكن عندما نرى القوات على الحدود، وفقًا لتقديراتنا، يكون العدد أكبر من ذلك بكثير".
وزير الدفاع الأوكراني: الهجوم الروسي سيتركز على الشرق والجنوب
وأضاف وزير الدفاع الأوكراني أن الهجوم سيتركز على الأرجح في منطقتين بشرق البلاد، الذي شهد قتالًا عنيفًا خلال الأسابيع الأخيرة، والجنوب.
ورغم اندلاع بعض القتال العنيف في منطقة دونباس الشرقية، إلا أن الحرب دخلت في حالة من الجمود في الأشهر الأخيرة، منذ أن استعادت أوكرانيا مدينة خيرسون الجنوبية.
باستثناء الاستيلاء الروسي على بلدة سوليدار، لم يحرز أي من الجانبين تقدمًا إقليميًا كبيرًا، لكن "ريزنيكوف" أكد أن قادة أوكرانيا سيسعون إلى "تحقيق الاستقرار في الجبهة والاستعداد لشن هجوم مضاد"، قبل التقدم الروسي المزعوم.
وقال: "لدي ثقة في أن عام 2023 يمكن أن يكون عام النصر العسكري"، مضيفًا أن القوات الأوكرانية "لا يمكن أن تفقد المبادرة" التي حققتها في الأشهر الأخيرة.
وزار وزير الدفاع الأوكراني فرنسا، لإبرام صفقة لشراء أجهزة رادار دفاع جوي إضافية من طراز إم جي-200، التي قال إنها "ستزيد بشكل كبير من قدرة القوات المسلحة على اكتشاف الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة والباليستية، والطائرات دون طيار من مختلف الأنواع".
المخابرات الأوكرانية: بوتين أمر الجيش الروسي بالسيطرة على دونباس بحلول مارس
وتأتي تصريحات ريزنيكوف في الوقت الذي أفادت المخابرات الأوكرانية، بأن بوتين أمر الجيش الروسي بالسيطرة على "لوجانسك ودونيتسك" بحلول مارس المقبل.
كما أفاد رئيس وزراء بولندا" ماتيوز موراوسكي"، بأن بوتين يفكر في هجوم جديد على أوكرانيا من محورين أو 3 محاور.
وأضاف في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية"، أنه لا يستبعد هجومًا روسيًا على أوكرانيا من بيلاروسيا، موضحًا أن بوتين قد يبدأ حملة عسكرية جديدة على العاصمة كييف، مشيرًا إلى أن موارد روسيا ضخمة ولديها الكثير من الأسلحة لهجوم كبير.
وفي الأسبوع الماضي، حذر أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، من أن روسيا تستعد لموجة من الهجمات لإحياء ذكرى 24 فبراير، وزعم أن القوات الروسية كلفت بمهمة "تجاوز حدود" منطقتي دونيتسك ولوجانسك الشرقية.
وتشكل دونيتسك ولوجانسك منطقة دونباس، وهي منطقة متاخمة لروسيا، حددها الرئيس فلاديمير بوتين، كهدف للاستيلاء عليها منذ بداية العمليات العسكرية في أوكرانيا.
وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني: إن القتال العنيف مستمر في منطقة دونباس، وتحاول القوات الروسية السيطرة على بلدة باخموت.
وأضافت أن القوات الروسية كانت تحاول السيطرة على ليمان، المركز اللوجستي الروسي السابق الذي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليه في أكتوبر.
ورغم أن كييف حصلت مؤخرًا على دعم عسكري كبير في حربها ضد موسكو، بإعلان دول أوروبية إرسال دبابات "ليوبارد-2" ألمانية الصنع و"أبرامز" الأمريكية، إضافة إلى "لوكلير" الفرنسية، ارتفع سقف المطالب الأوكرانية ليصل للمطالبة بالحصول على مقاتلات F16 الأمريكية، لتضمها إلى قائمة الأسلحة الهجومية في مواجهة روسيا.
وطلب الرئيس الأوكراني من شركائه، منح كييف صواريخ بعيدة المدى ومقاتلات إف -16، خلال خطابه في اجتماع وزراء دفاع أوروبا بقاعدة "رامشتاين" الجوية في ألمانيا، 20 يناير الماضي.