أثار ظهور ابنة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، في بكين خلال حضوره العرض العسكري الكبير للصين، تكهنات حول سبب وجودها، وما إذا كان كيم يُعِدّ خليفته، بحسب شبكة "سي إن إن".
عندما نزل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون من قطاره الأخضر المدرع في بكين، واستقبله مسؤولون صينيون وصافحوه وقادوه على السجادة الحمراء، لاحظ العديد من المراقبين فتاة صغيرة تسير خلفه، وترتدي ملابس سوداء، ليكتشفوا أنها ابنته كيم جو آي.
ويعد وجود الابنة الصغرى في الصين أول رحلة عامة لـ كيم جو آي إلى الخارج ذات أهمية كبيرة، حيث تحضر عرضًا عسكريًا يستعرض فيه الزعيم الصيني شي جين بينج قواته العسكرية، ويقف والدها جنبًا إلى جنب مع الرئيسين الصيني والروسي، وهي شراكات قد تحتاجها بشدة للتعامل معها يومًا ما.
وتباينت التقارير حول عمرها الدقيق وسنة ميلادها؛ ويُقدر على نطاق واسع أنها الآن في مرحلة ما قبل المراهقة أو المراهقة المبكرة.
قُدِّمت الابنة الصغيرة للعالم بأسلوب كيم الأصيل في عام 2022، حيث رافقت والدها أثناء إشرافه على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، وظهرت عدة مرات في مناسبات عامة أخرى في عام 2023، معظمها في فعاليات عسكرية، مثل عرض عسكري، حيث أطلت على صفوف من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في العاصمة بيونج يانج.
شهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وابنته تدريبات عسكرية كورية شمالية في مارس 2023، ونظرًا لأهمية سلالة العائلة، أثار الظهور العلني الأول لابنة كيم جدلا حول ما إذا كان من الممكن إعدادها كخليفة - مع آراء متباينة بين الخبراء.
إذ حُكمت كوريا الشمالية بنظام وراثي منذ تأسيسها عام 1948 على يد كيم إيل سونج، ثم تولى ابنه كيم جونج إيل السلطة بعد وفاة والده عام 1994، ثم تولى كيم جونج أون السلطة بعد 17 عامًا بوفاة كيم جونج إيل.
وفي ذلك الوقت، قال الخبراء إن ظهورها في هذه الفعاليات رسالة واضحة مفادها أن كوريا الشمالية ستتمسك بشدة بأسلحتها، بما في ذلك برنامجها النووي، وأن عشيرة كيم تظل في مركز القوة العسكرية للبلاد.
وقال ليف إريك إيزلي، الأستاذ بجامعة إيهوا في سول، بعد عرض عام 2023: "من خلال إشراك زوجته وابنته بشكل واضح، يريد كيم من المراقبين في الداخل والخارج أن يروا أن سلالة عائلته والجيش الكوري الشمالي مرتبطان بشكل لا رجعة فيه".
كما أشار البعض إلى التغطية الإعلامية الرسمية لكوريا الشمالية لها -التي تُوصف بـ"المحبوبة" و"المحترمة"- كدلالة على مكانتها الخاصة، ويرى خبراء أن اصطحابها إلى الفعاليات العسكرية منذ سن مبكرة قد يكون وسيلة لإعدادها لقيادة 1.3 مليون جندي مسلح، إضافة إلى اكتساب ثقة واحترام هؤلاء الجنود.
وفي مقابلة مع شبكة CNN عام 2024، قالت جيني تاون، الزميلة البارزة في مركز ستيمسون ومديرة برنامج كوريا في المركز، إن ظهورها العام قد يكون أيضًا بمثابة خطوة للعلاقات العامة لتنمية صورة كيم باعتباره "رجل عائلة" أو شخصية "أبوية".