◄| شاركت في نسخة الليلة المحمدية بالإذاعة مع شادية.. وجدي كان يصطحبني في "الختمة"
أكّد الفنان الكبير محمد ثروت أن مشاركته غدًا الثلاثاء في احتفالات المولد النبوي الشريف هذا العام بدار الأوبرا المصرية، تأتي في إطار حرصه الدائم على تقديم فنٍّ ديني راقٍ، يلامس القلوب ويعبر عن روح المناسبة النبوية العطرة، مشيرًا إلى أن الأغاني التي يؤديها في هذه المناسبة دائمًا ما تُقدَّم من القلب، وبإخلاصٍ شديد للجمهور.
وكشف ثروت في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" عن أحدث أعماله الدينية، وهي أنشودة بعنوان "يا رب أنا العبد الفاني"، من كلمات الشيخ صالح الجعفري، وألحان محمد ثروت، مشيرًا إلى أنه قام بإعداد هذه الأغنية خصيصًا احتفالًا بالمولد النبوي الشريف، وقال: "هذه الأغنية بها خطاب روحي، من خلال الكلمة الراقية واللحن الهادئ، وهي رسالة حب وتضرع لله، وتعبير عن صدق الانتماء لرسول الله."
ويقدّم "ثروت" خلال الحفل أيضًا مجموعة من الأعمال الدينية المميزة، منها أنشودة "عليك سلام الله" للفنان الراحل محمد الكحلاوي، وكذلك الأغنية "روضة الهادي نبينا.. تفرّح القلب الحزينة"، التي وصفها بأنها من أكثر الأعمال التي تلامس قلوب المستمعين، وتبعث فيهم الطمأنينة والسكينة.
ومن الأعمال اللافتة التي سيؤديها في هذه المناسبة، أغنية "متجمعين عند النبي في الكعبة والروضة"، وهي من كلمات الشاعر عبدالسلام أمين وألحان الموسيقار محمد الموجي، حيث أشار ثروت إلى أن هذه الأغنية تمثل قيمة فنية وروحية كبيرة لديه، إذ تتحدث عن الصحبة النبوية المباركة، والوحدة التي تجمع قلوب المحبين في ليلة مشهودة من الصفاء والإيمان.
وفيما يتعلق بإمكانية طرح هذه الأعمال بشكل منفرد بعد الحفل، قال الفنان محمد ثروت: "جميع الأغاني الدينية التي أقدمها متاحة للناس، ولا أفكر في تقييدها بأطر تجارية، هذه الأغاني أقدّمها لوجه الله، ويكفيني فخرًا أن يحبّها الجمهور ويتفاعل معها. هذا هو النجاح الحقيقي من وجهة نظري".
كما استعاد ثروت بعضًا من محطات مسيرته الفنية، مشيرًا إلى أنه كان من أوائل المشاركين في الليلة المحمدية الأولى التي نظّمتها الإذاعة المصرية في عهد الإعلامي الراحل علي عيسى، ثم شارك في النسخة التالية إلى جانب الفنانة شادية، وتوالت مشاركاته بعدها في ليالٍ محمدية عدة، منها ما جمعه بالفنانة ياسمين الخيام، وغيرهم من رموز الإنشاد الديني في مصر.
وعن نشأته، قال ثروت إنه نشأ في بيئة دينية غنية بالأصوات الروحانية والمنشدين والقراء، حيث وُلد في مدينة طنطا، التي وصفها بأنها "مدينة المشايخ والقراء"، ومنهم: الشيخ الحصري، الشيخ مصطفى إسماعيل، الشيخ النقشبندي، الشيخ عبد الحمولي، وغيرهم من كبار القراء والمنشدين.
قال: "جدي كان يصطحبني معه إلى الختمات الدينية، وهي لا تزال موجودة في القرى حتى اليوم، وكانت تلك اللحظات هي البذرة الأولى التي غرست بداخلي حب التلاوة والإنشاد".
ولم ينسَ الفنان محمد ثروت أن يذكر أبرز من أثّروا في مسيرته، سواء من المنشدين أو الفنانين، مثل: محمد الكحلاوي، محمد فوزي، هدى سلطان، عفاف راضي، هدى زايد، هند علام، وغيرهم، مشيرًا إلى أنه تعلّم منهم الالتزام الفني واحترام الكلمة والجمهور.
وختم حديثه قائلاً: "الفن رسالة، والفنان الذي يحترم فنه وجمهوره لا يرضى إلا بالكلمة الصادقة والرسالة النبيلة، هذا ما تربيت عليه، وما أحرص على الالتزام به في كل ما أقدّمه."
وأكد أنه يمتلك موهبة في فن الارتجال والتي يعتبرها منحة ربانية، وأنه سبق أن ارتجل أنشودة "قمر سيدنا النبي قمر" قبل 10 سنوات على خشبة المسرح، وبعدها اعتمد هذا اللحن، ليؤكد أن الارتجال يمثل لحظة إلهام من الله للعبد.