لم يتردد الممثل الإنجليزي جود لو في تجسيد شخصية الزعيم الروسي فلاديمير بوتين في الفيلم السياسي "ساحر الكرملين" للمخرج أوليفييه أساياس، الذي عُرض لأول مرة اليوم خلال فعاليات مهرجان فينسيا السينمائي.
قال "جود لو" خلال المؤتمر الصحفي الرسمي للفيلم في فينسيا: "آمل ألا أكون ساذجًا، لكنني لم أخشَ العواقب بالفعل من تقديم هذا الفيلم، فقد شعرتُ بالثقة، بفضل المخرج أوليفييه أساياس والسيناريو، بأن هذه القصة ستُروى بذكاء ودقة وتأنٍ، حيث لم نبحث عن الجدل لمجرد الجدل ولكنها شخصية في قصة أوسع كما لم نكن نحاول تعريف أي شيء عن أي شخص".
فيلم "ساحر الكرملين" مقتبس من كتاب جوليانو دا إمبولي الأكثر مبيعًا لعام 2022، الذي يحمل الاسم نفسه، وهو سرد خيالي لصعود بوتين إلى السلطة في خضم فوضى ما بعد الاتحاد السوفيتي، إضافة إلى علاقته برجل العلاقات العامة فاديم بارانوف "بول دانو" مع أن الأخير ليس شخصًا حقيقيًا، إلا أنه مستوحى من فلاديسلاف سوركوف، وهو وسيط علاقات عامة حقيقي يُنسب إليه الفضل في تشكيل شخصية بوتين وأسلوب قيادته الاستبدادية ويشارك في فريق التمثيل أليسيا فيكاندر وتوم ستوريدج وجيفري رايت، الذين حضروا المؤتمر الصحفي.
غيّر "لو" مظهره الجسدي، لكنه اختار عمدًا استخدام صوته الخاص، بدلًا من استخدام لهجة روسية ثقيلة، لتجسيد شخصية فلاديمير بوتين في شبابه.
قال جود لو: "ناقشتُ أنا وأوليفييه أن هذا ليس تمثيلًا لشخصية بوتين، إذ لم يُرِد لي أن أختبئ وراء قناع الأطراف الاصطناعية وبالتالي عملنا مع فريق مكياج وتصفيف شعر رائع، وكان لدينا مرجع لتلك الفترة من حياة بوتين، حيث حاولنا أن نُشعره بالألفة وهذا حدث بالفعل من شعر مستعار رائع".
في هذه الأثناء، كان دانو مهتمًا باستكشاف الجانب الداخلي لشخصيته أكثر من ظاهرها.
قال بول دانو: "لا أعتقد أن عليك البحث عن الجانب الإيجابي، بل عليك أن تكون مستعدًا لاكتشاف وجهة نظر الشخصية، لو أنك وصفت شخصية مثل بارانوف بالسيئة فقط، فسيكون ذلك تبسيطًا مفرطًا سيضر أكثر مما ينفع ولذلك كان علينا أن نسأل: لماذا؟".
سُئل أوليفييه أساياس عمّا إذا كان يعتقد أن روسيا تحكم العالم، فأجاب المخرج بإيجاز: "هذا سؤال سهل ولكن الإجابة هي لا".
وعلى الرغم من أن الفيلم، يتخيل أصول بوتين، أوضح المخرج أنه يتصور "ساحر الكرملين" كقصة تحذيرية حول تحولات السياسة في حياتنا.
قال "أساياس": "يتناول الفيلم إلى حد كبير كيفية اختراع السياسة الحديثة وهذا جزء من هذا الشر نشأ من صعود سلطة فلاديمير بوتين في روسيا، لقد صنعنا فيلمًا عما آلت إليه السياسة والوضع المخيف والخطير الذي نشعر جميعًا أننا فيه وينطبق هذا على الكثير من القادة الاستبداديين".