حدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما قال إنها "الركائز الثلاث" للضمانات الأمنية التي تحتاجها بلاده لردع أي عدوان روسي مستقبلي بموجب اتفاق سلام لإنهاء الحرب المستمرة منذ 24 فبراير 2022، وفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وكان زيلينسكي يتحدث في مؤتمر صحفي، أمس الجمعة. وبعيدًا عن الاعتراف بالسيطرة الإقليمية، فإن الضمانات الأمنية لأوكرانيا تشكِّل نقطة خلاف رئيسية في مفاوضات السلام مع روسيا، ويتوقف التوصل إلى تسوية على الاتفاق حول الشكل الذي قد تبدو عليه هذه الضمانات.
ويتوسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإدارته في مفاوضات السلام، لكن الحرب مستمرة، وتظل روسيا وأوكرانيا بعيدتين عن بعضهما البعض في ما يتعلق بالأراضي والضمانات.
ركائز زيلينسكي
وحسب "نيوزويك"، تمثلت الركيزة الأولى لزيلينسكي في الحفاظ على الجيش الأوكراني عند مستواه الحالي من حيث عدد الأفراد، وضمان استقرار تمويله للأسلحة، والذي ستوفره الولايات المتحدة، من خلال الإنتاج المحلي لمعدات مثل الطائرات المُسيَّرة وإمدادات أوروبية أوسع من المواد.
أما الركيزة الثانية، فتتمثل في ضمان مماثل لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بدلًا من عضوية أوكرانيا في الحلف، وهو ما استبعده ترامب/ وصرح زيلينسكي بأنه سيناقش التفاصيل العملية مع حلفاء كييف الأوروبيين، مثل إرسال قوات برية.
وأما الركيزة الثالثة، فتتمثل في فرض عقوبات على روسيا لمعاقبتها وردعها، بما في ذلك استخدام الأصول الروسية المصادرة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء القتال.
ورغم أنه لم يسمها كإحدى الركائز الثلاث، قال زيلينسكي إن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي ستوفر ضمانات اقتصادية وأمنية.
رفض روسي
واستبعدت روسيا وجود قوات غربية على الأرض في روسيا، وخاصة التابعة لحلفاء حلف شمال الأطلسي، قائلة إنها لن توافق على الضمانات التي تتضمن مثل هذا البند.
وتقول موسكو إن رغبة أوكرانيا في علاقات أعمق مع الحلف كانت الدافع الرئيسي للحرب، قائلة إن ذلك يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي الروسي.
وبدلًا من ذلك، تفضل موسكو ترتيبًا يشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (روسيا والصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا) وأطرافا أخرى، مثل تركيا.
وسبق أن صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بضرورة إشراك موسكو في القرارات المتعلقة بالضمانات الأمنية لأوكرانيا، واصفًا إياها بـ"طريق لا يؤدي إلى أي مكان" دون مشاركة روسيا وموافقتها.
وأشار لافروف إلى فشل جهود إسطنبول عام 2022 للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب، وقال إن روسيا وافقت على المقترحات الأوكرانية آنذاك، إلا أن المبادرة انهارت قبل توقيعها.
وقال لافروف، باللغة الروسية في الأصل: "لهذا السبب لا يمكننا الموافقة على فكرة إمكانية البت في مسائل الأمن والأمن الجماعي الآن دون مشاركة روسيا".
وأضاف: "لن ينجح هذا الأمر، وأنا مقتنع بأن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يدرك تمامًا أن مناقشة قضايا الأمن بجدية دون مشاركة روسيا هي ضرب من الخيال.. إنه طريق لا يؤدي إلى أي مكان".