ترهن روسيا موافقتها على الضمانات الأمنية الغربية لأوكرانيا، بأن يكون لها الحق في استخدام النقض "الفيتو"، ما يعني أن الدبلوماسية العاصفة التي تنتهجها إدارة ترامب لم تسفر عن نتائج تُذكر، بحسب "بولتيكو" الأمريكية.
قال مسؤول كبير في الكرملين، يوم الأربعاء، إن موسكو لن تتراجع عما تعتبره ضمانات أمنية مقبولة لأوكرانيا، وتقوض تعليقات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الآمال في تحقيق أي تقدم نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة في ألاسكا.
وتشير تصريحات لافروف إلى أن الكرملين لم يخفف من مواقفه بشأن أوكرانيا، والتي تتلخص في أنها ستصبح دولة محايدة، وتقلص قوتها العسكرية بشكل كبير، وتتخلى عن طموحاتها للانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي: "موسكو لن توافق على ضمانات الأمن الجماعي التي يتم التفاوض عليها بدون روسيا، وستقبل إذا تم تقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا على أساس متساوٍ بمشاركة دول مثل الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا".
أشار لافروف إلى فشل جهود إسطنبول عام 2022 للتوصل إلى تسوية تُنهي الحرب، وقال إن روسيا وافقت على المقترحات الأوكرانية آنذاك، إلا أن المبادرة انهارت قبل توقيعها، ولهذا السبب لا يمكننا الموافقة على فكرة أن قضايا الأمن، والأمن الجماعي، يمكن الآن حلها دون مشاركة روسيا".
كما انتقد كبير دبلوماسيي بوتين بشدة كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، وهي من أشدّ صقور روسيا، ووصف تصريحاتها بأنها "تدهورٌ لأساليب السياسة الخارجية".
في وقت سابق قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشاد باجتماعاته الأخيرة مع نظيره الروسي بوتين ثم زيلينسكي والقادة الأوروبيين باعتبارها ناجحة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في وقت سابق إن موسكو لا يمكنها قبول قوات من دول حلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا بموجب ضمان أمني، وهو أحد المقترحات قيد المناقشة من جانب "تحالف الراغبين"، وهي مجموعة من حلفاء كييف الأوروبيين.
يعكف حلفاء أوكرانيا الأوروبيون على صياغة خطط، بدعم من الولايات المتحدة، لضمان أمن البلاد مستقبلًا وردع العدوان الروسي، ومن الخيارات المطروحة اتفاقية دفاع جماعي، على غرار المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو).
يُعدّ مستقبل الأمن الأوكراني والسيطرة الإقليمية قضيتين محوريتين في عملية السلام الناشئة التي يتوسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيُنهي حل هذه التحديات الحرب، لكن أوكرانيا وروسيا متباعدتان حاليًا في كلا الجانبين.
كانت طموحات كييف للانضمام إلى الناتو دافعًا رئيسيًا وراء الهجوم الروسي الشامل 2022، وتقول موسكو إن حياد أوكرانيا حيوي لمصالح أمنها القومي، لكن أوكرانيا تقول إنها دولة ذات سيادة وينبغي أن تكون حرة في اتخاذ قراراتها الأمنية الخاصة.
بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غير منفتحًا على لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، بعد أن خلص الاتفاق في البيت الأبيض على عقد اجتماع بين طرفي النزاع، سعيًا لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستعرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.