الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نمو اقتصادي مقابل عملة منهارة.. المعادلة المعقدة للاقتصاد الهندي في عهد ترامب

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

انهارت الروبية الهندية اليوم الجمعة مسجلة مستوى قياسيًا جديدًا أمام الدولار الأمريكي عند 88.31 روبية، متجاوزة حاجز الـ88 لأول مرة في التاريخ بتراجع 0.8%، كما جاء هذا الانخفاض مدفوعًا بدخول الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 50% على السلع الهندية حيز التنفيذ هذا الأسبوع، وفقًا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز".

الرسوم الأمريكية وراء الأزمة

فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الرسوم الجمركية العقابية، متهمًا الهند بتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا من خلال شراء النفط الروسي.

وقال مايكل وان، كبير محللي العملات في بنك MUFG لصحيفة فايننشال تايمز: "ضعف الروبية يعود بالتأكيد للرسوم الجمركية"، واصفًا معدل الـ50% بأنه "سلبي بشكل كبير للهند".

هذه الرسوم جاءت بعد فرض ترامب رسومًا جمركية "متبادلة" بنسبة 25% الشهر الماضي، عقب فشل الجانبين في التوصل لاتفاق تجاري بسبب مقاومة الهند لفتح قطاعي الزراعة ومنتجات الألبان اللذين يوفران الرزق لمئات الملايين من الهنود، والذي قال رئيس الوزراء ناريدندا مودي إنه "لن يساوم عليهما أبدًا".

تأثير مدمر

من المتوقع أن تؤثر الرسوم الجمركية بشدة على القطاعات الحيوية للشركات الصغيرة والمتوسطة كثيفة العمالة في مجالات النسيج والأحجار الكريمة والمجوهرات والروبيان، وأن تضُر بأكثر من نصف صادرات الهند السنوية للولايات المتحدة البالغة أكثر من 85 مليار دولار.

ومع رسوم بنسبة 50%، ستفقد العديد من السلع الهندية ميزتها التنافسية أمام المنتجين الإقليميين الآخرين الذين يواجهون رسومًا أقل بكثير.

رغم ذلك، تبقى صادرات الهند الرئيسية الأخرى، مثل الإلكترونيات بما في ذلك منتجات أبل والأدوية، معفاة لكونها مغطاة برسوم قطاعية خاصة.

وحذر "وان" من أن الرسوم الجمركية ستضر بالتدفقات الأجنبية إلى الأسهم والسندات الهندية، ما يدفع الروبية للمزيد من الانخفاض.

وبالفعل، سحب المستثمرون الأجنبية أكثر من 13 مليار دولار من أسواق الأسهم الهندية هذا العام، حتى قبل دخول الرسوم الإضافية حيز التنفيذ.

تدخل البنك المركزي أقل تأثيرًا

تدخل البنك المركزي الهندي، اليوم، لدعم الروبية من خلال بيع الدولارات، لكن تدخله كان أقل من المعتاد، وفقًا لمتداولين مطلعين على تحركاته.

أشار أحد المتداولين إلى أن البنك المركزي "غاب" في بداية اليوم، ما سمح بكسر حاجز الـ88 روبية، قبل أن يتدخل لاحقًا دون "العدوانية" السابقة، مضيفًا أن "حجم العرض المطلوب لدعم الروبية كان مفقوداً".

وأوضح وان أنه بينما كان البنك المركزي تاريخيًا مستعدًا للتدخل لدعم العملة "يبدو أن البنك أقل نشاطًا في التدخل في سوق الصرف الأجنبي للحد من ضعف الروبية، بعدما كان أكثر نشاطًا حول مستوى 87.90 سابقًا".

ويمكن للبنك المركزي الهندي السماح ببعض ضعف الروبية لمساعدة القدرة التنافسية للصادرات وتعويض تأثير الرسوم الجمركية.

نمو اقتصادي يوفر حماية جزئية

رغم الضغوط، أظهرت البيانات الاقتصادية مرونة، إذ نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.8% في الربع الثاني متفوقًا على التوقعات، كما قال مادان سابانافيس، كبير الاقتصاديين في بنك باروردا، إن هذا النمو "سيوفر وسادة كبيرة ضد أي تراجع قد يشهده الاقتصاد بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة".

لكن بنك "ستاندرد تشارترد" يتوقع أن تقلل الرسوم الجمركية من النمو بنحو نقطة مئوية واحدة.

وتوقعت ساكشي جوبتا، كبيرة الاقتصاديين في بنك HDFC، ظهور نطاق جديد للروبية بين 88 و89 مقابل الدولار، قائلة إنها تتوقع من البنك المركزي منع أي "بيع هلع"، لكن "العملة من المتوقع أن تتجه نحو الانخفاض في الوقت الراهن".

وتراجعت الروبية 3% مقابل الدولار هذا العام، لتصبح أسوأ العملات الآسيوية الرئيسية أداءً.

وأكد سانجاي مالهوترا، محافظ البنك المركزي الهندي، في فعالية هذا الأسبوع قبل تطبيق الرسوم المتزايدة، أن البنك المركزي سيقدم الدعم اللازم "لنمو الاقتصاد وبما في ذلك القطاعات الأكثر تضررًا"، رغم أن الهند اقتصاد يركز إلى حد كبير على السوق المحلي.