الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عثر عليها قرصان.. بيانات مفقودة تُغرِّم تسلا 243 مليون دولار

  • مشاركة :
post-title
تعددت حوادث سيارات تسلا الكهربائية بسبب أنظمة القيادة الذاتية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بعد سنوات من اصطدام سائق سيارة تسلا، يستخدم نظام القيادة الآلية، بزوجين شابين من فلوريدا عام 2019، فُقدت بيانات إلكترونية بالغة الأهمية عن تفاصيل الحادث، والتي نفت الشركة وجودها خلال قضية رفعها الناجي وعائلة الضحية.

بعد سنوات، استطاع قرصان رقمي جنده المدعون لفك تشفير محتويات شريحة حصلوا عليها من السيارة استعادة هذه البيانات، ولاحقًا، صرحت تسلا في المحكمة بأن البيانات كانت محفوظةً على خوادمها الخاصة منذ البداية، كما أشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

هكذا، أصبح الاكتشاف دليلًا رئيسيًا تم تقديمه خلال المحاكمة التي بدأت الشهر الماضي في المحكمة الفيدرالية في ميامي، والتي دققت في اللحظات الأخيرة قبل الاصطدام، وانتهت بحكم تاريخي بقيمة 243 مليون دولار ضد الشركة.

وجاء الحكم بعد أن استغرقت هيئة المحلفين أقل من يوم واحد من المداولات لتُقرّ بأن تسلا مسؤولة بنسبة 33% عن الحادث، وبأنها مسؤولة عن تعويضات عقابية وتعويضية قدرها 243 مليون دولار.

ولفت التقرير إلى أن "مثّل هذا الحكم انتكاسة صادمة لشركة دأبت لسنوات على الادعاء بأن السائق يتحمل المسؤولية عندما تكون تقنيتها متورطة في حادث".

مميزات رقمية

تتضمن تقنية مساعدة السائق من شركة تسلا ميزات تتحكم تلقائيًا في سرعة وتوجيه السيارة، وهي مبرمجة للاستجابة عند وجود عائق، مثل سيارة أخرى أو أحد المشاة، في طريقها.

ووصف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، سيارتها بأنها "كمبيوتر متطور للغاية على عجلات"، وقال إن تسلا "شركة برمجيات بقدر ما هي شركة أجهزة"، فيما وصف أحدث إصدار من أنظمة مساعدة السائق التي تقدمها الشركة والمتاحة للمستهلكين، وهي القيادة الذاتية الكاملة، بأنها "الفرق بين أن تكون تسلا ذات قيمة كبيرة وأن تكون قيمتها صفرًا تقريبًا".

وأظهرت البيانات التي كان المدعون يسعون إليها، والتي يُشار إليها داخليًا باسم "صورة الاصطدام"، ما التقطته كاميرات السيارة بالضبط قبل الحادث، بما في ذلك صورة الشابة التي لقيت حتفها، إذ لم تُنبِّه السيارة السائق إلى الزوجين اللذين أمامها، وأنها أهملت في السماح لنظام القيادة الآلية بالعمل على طريق لم تُصمَّم له.

بيانات فاسدة

فور وقوع الحادث، الساعة 9:14 مساءً يوم 25 أبريل 2019، رُفعت البيانات المهمة التي تُفصّل كيفية وقوعه تلقائيًا إلى خوادم الشركة، وخُزّنت في قاعدة بيانات مركزية ضخمة، وفقًا لوثائق المحكمة، وسرعان ما أرسلت تسلا رسالة آلية إلى السيارة تُؤكد استلامها صورة الاصطدام.

وبعد لحظات، تظهر سجلات المحكمة، أن البيانات تم "فصلها" تلقائيًا عن سيارة تسلا موديل S 2019 في مكان الحادث، ما يعني أن النسخة المحلية تم وضع علامة عليها للحذف، وهي ممارسة قياسية لسيارات تسلا في مثل هذه الحوادث، وفقًا لشهادة المحكمة.

وفي الفترة بين الحادث وتدخل القرصان، وفقًا لشهادة مهندس برمجيات ومدير في فريق Autopilot، ربما اتخذ شخص ما في الشركة "إجراءً إيجابيًا لحذف نسخة البيانات الموجودة على قاعدة البيانات المركزية للشركة أيضًا"، ما ترك المحققين والعائلة بدون المعلومات التي اعتقدوا أنهم بحاجة إليها لتجميع أجزاء ما حدث.

بعد سنوات من المحاولات الفاشلة لاستعادة هذه البيانات من تسلا، قال محامو المدعين إنهم وصلوا إلى طريق مسدود في عام 2024، وكانوا يستعدون للمحاكمة بدونها، ولكن في محاولة أخيرة للعثور على الصورة ذلك الصيف، استعادوا وحدات التحكم من دورية الطرق السريعة في فلوريدا، التي كانت لا تزال بحوزتها، ثم احتاجوا إلى خبير فني لفهمها واستخراج محتوياتها.

بعد مفاوضات مع الشركة للسماح بالمخترق التابع للمدعين بالولوج إلى أنظمة سيارات تسلا، عثر على بيانات أساسية تؤكد الحذف، بالإضافة إلى تأكيد استلام تسلا لصورة الاصطدام بعد لحظات من وقوعه، ما يُثبت أن المعلومات المهمة كان ينبغي أن تكون متاحة منذ البداية.

وعلى مدى الأيام القليلة التالية، استخدم المخترق البيانات التي عثر عليها لإنشاء مقطع فيديو معزز للحادث أظهر بالتفاصيل ما رأته سيارة تسلا في اللحظات التي سبقت الحادث.