أقام مستوطنون إسرائيليون، اليوم الأربعاء، أربعة منازل متنقلة جاهزة الصنع بجوار قرية "أم الخير" الفلسطينية، جنوب الضفة الغربية المحتلة، حيث أطلق مستوطن إسرائيلي النار على ناشط فلسطيني ما أدى لاستشهاده، الشهر الماضي، كما يشير تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية.
وأطلق النار على عودة هذالين، مدرس محلي وناشط في مجال حقوق الإنسان، على يد مجموعة من المستوطنين أواخر يوليو، ما أدى إلى استشهاده. ومن بين القتلة ينون ليفي، المقاول الذي سوى الموقع لإقامة المنازل، وهو الشخص الذي أطلق الرصاص.
وتشير "هآرتس" إلى أنه بحسب المخطط العام للمنطقة، فإن الموقع يعتبر جزءًا من مستوطنة الكرمل القريبة، لكنه يقع خارج السياج المحيط بالمستوطنة وليس بالقرب من منازل المستوطنة الأخرى.
عملية استفزازية
نقلت الصحيفة عن طارق هذالين، أحد سكان "أم الخير"، الذي كان ناشطًا في الجهود الرامية إلى منع المستوطنين من الاستيلاء على الموقع، إن الأرض تم تطهيرها هناك من أجل تركيب أربع مقطورات إضافية.
ولفت الناشط الفلسطيني إلى أن القرويين يتوقعون أن يتم احتلال المنازل قريبًا "رغم أننا دفعنا ثمنًا باهظًا لحماية أرضنا، حياة عودة".
وتنقل الصحيفة العبرية عن طارق اعتقاده أن هذه المقطورات وُضعت للضغط على السكان الفلسطينيين.
وأضاف، في إشارة إلى "أم الخير": ليس الأمر وكأنهم يفتقرون إلى الأرض. هناك آلاف الأمتار المحيطة، لكنهم يأتون إلى هذا المكان للضغط على السكان للمغادرة. هذا هو هدف هذه المقطورات".
ثمن باهظ
و28 يوليو، استُشهد عودة هذالين رميًا بالرصاص بعد إخلاء الأرض لتركيب مقطورات المستوطنين في الموقع. وحسب التقارير، بدأ الحادث عندما كان المقاول المستوطن المتطرف ينون ليفي، ومستوطن آخر، يشقان طريقهما في حفار نحو بوابة مستوطنة الكرمل، ودهسا الأراضي الخاصة للسكان الفلسطينيين.
وعندما حاول القرويون إيقافهما، أصيب أحدهم من الحفار، وتجمّع عدد من القرويين في الموقع وبدأوا برشق ليفي بالحجارة، الذي صُوّر وهو يطلق النار عليهم. أٌصيب عودة هذالين، الذي كان يقف على بُعد حوالي 30 مترًا بالرصاص وتوفي متأثرًا بجراحه.
ورغم اعتقال ليفي، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة عقوبات لمشاركته في أعمال عنف وطرد الفلسطينيين، في اليوم نفسه، لكن تم إطلاق سراحه ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعد وقت قصير.
وتشير "هآرتس" إلى أنه رغم أن عودة هذالين صوّر الحادث بنفسه وسُلّمت اللقطات للشرطة الإسرائيلية، لكن لم تُوجّه حتى الآن أي تهمة إلى ليفي في جريمة استشهاد الفلسطيني صاحب الأرض.
وقالت الشرطة إن القضية لا تزال قيد التحقيق، ومن المتوقع أن يتم مراجعتها من قبل المدعي العام، سبتمبر المقبل.