الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"جولة جولف" لن تغير شيئا.. قمم ترامب وكيم "مصافحات بلا إنجازات"

  • مشاركة :
post-title
لقاء سابق بين دونالد ترامب وكيم جونج أون في ولايته الأولى

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغبته في القيام بمحاولة أخرى لحل واحدة من أكثر الأزمات صعوبة في العالم، وهي استمرار كوريا الشمالية في تطوير الأسلحة النووية والتوتر مع جارتها الجنوبية.

وخلال اجتماع في البيت الأبيض أمس الاثنين، اتفق ترامب مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج، على الحاجة إلى التواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون. وقال ترامب للصحفيين: "سأراه يومًا ما، أتطلع لرؤيته. لقد كان جيدًا جدًا معي"، مضيفًا أنه يأمل أن تعقد المحادثات قبل نهاية العام.

وحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، إذا حدث ذلك، فستكون هذه هي المرة الرابعة التي يلتقي فيها ترامب بالزعيم الكوري الشمالي، الذي بنى معه علاقة وثيقة، وربما محورية. ومع ذلك، يبدو أن الآمال في تحقيق انفراجة مع رجل وصفه ترامب ذات مرة بـ"الرجل الصاروخي الصغير" ضئيلة.

في يونيو 2018، عقد الطرفان قمة غير مسبوقة في سنغافورة، اتفقا فيها على "نزع السلاح النووي بالكامل" من شبه الجزيرة الكورية. أشاد ترامب بنجاح القمة، لكن مراقبين حذروا من أن كوريا الجنوبية، كونها نصف شبه الجزيرة المعنية، قد تضطر إلى إنهاء اعتمادها على الأصول النووية الأمريكية.

لم يعر ترامب اهتمامًا للأصوات الأكثر حذرًا، وتمت الترتيبات لقمة ثانية في هانوي في فبراير 2019. كانت تلك هي اللحظة التي اصطدم فيها تفاؤل ترامب بصخرة الواقعية السياسية الكورية الشمالية، وإدراكه أن كيم لن يتخلى أبدًا عن رادعه النووي، ويترك نفسه عرضة للمصير الذي حل بأعداء الولايات المتحدة الآخرين.

كانت قمة هانوي بمثابة درس في فن عدم التوصل إلى اتفاق، حيث غادر الزعيمان مبكرًا، بينما ألقت التصريحات الكورية الشمالية والأمريكية باللوم على الطرف الآخر في الفشل في البناء على التوافق الذي تم التوصل إليه في سنغافورة.

مع ذلك، كانت هناك فرصة أخرى للقاء فكري، هذه المرة على خلفية باتت تميز سبعة عقود من التوتر منذ أن أسفرت حرب 1950-1953 عن هدنة غير مستقرة وتشكيل أكثر الحدود تحصينًا في العالم.

في يونيو 2019، وبعد خروجه السريع من قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، عبر ترامب خط ترسيم الحدود العسكرية الفاصل بين كوريا الجنوبية والشمالية، وربت على كتف كيم. ومرة ​​أخرى، كان المشهد استثنائيًا، حيث أصبح ترامب أول رئيس أمريكي في السلطة يقف على أرض كوريا الشمالية، إلا أن اجتماعهما لم يسفر عن نتائج تذكر.

وهكذا يستمر الجمود النووي. لم تعقد الولايات المتحدة وكوريا الشمالية محادثات رفيعة المستوى منذ ما يقرب من 6 سنوات، إذ لم تتفقا، من بين أمور أخرى، على مقدار تخفيف العقوبات الذي ينبغي أن تحصل عليه بيونج يانج مقابل تحركها لتفكيك برنامجها النووي.

وسمح التوقف الدبلوماسي الطويل لكوريا الشمالية بتطوير صواريخ وأنظمة إطلاق أكثر تطورًا، وصرح "لي" خلال زيارته للولايات المتحدة أن نظام بيونج يانج لديه الآن القدرة على بناء ما بين 10 و20 رأسًا نوويًا سنويًا، ولا يحتاج إلا إلى إتقان مركبة إعادة دخول لحمل تلك الرؤوس الحربية على صواريخ باليستية، يمكنها الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

كما مكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من ملء الفراغ. ومع تزايد التقارب الاقتصادي والعسكري بين بيونج يانج وموسكو على خلفية حرب أوكرانيا، تبدو احتمالات نجاح قمة أمريكية كورية شمالية أضعف من أي وقت مضى. وحتى كاسحة الجليد التي اقترحها "لي" بإقامة جولة جولف في ملعب كوري شمالي، من غير المرجح أن تغير ذلك، وفق "الجارديان".