منذ أن وطأت قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض لولاية ثانية، يناير الماضي، وضع إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، المستعرة منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، على رأس أولوياته.
وفي مسعاه للوفاء بهذا التعهد، التقى الرئيس الأمريكي نظيره الرويس فلاديمير بوتين، في قمة ألاسكا، غير أن تلك الورقة لم تكن هي الوحيدة في جعبة ترامب، بحسب نائبه جيه دي فانس.
وفي مقابلة إعلامية، أمس الأحد، قال "فانس" إن ترامب لديه الكثير من الأوراق المتاحة للضغط على موسكو لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، مستبعدًا أن تكون موسكو تُماطل، خاصة بعد أن صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأنه لم يُخطَّط لعقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وهو ما كان الرئيس الأمريكي يُلحّ عليه، بحسب "أكسيوس".
تنازلات روسية لترامب
وأكد "فانس"، خلال المقابلة على قناة إن بي سي نيوز، أن الروس قدّموا تنازلات كبيرة للرئيس ترامب لأول مرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب، قائلًا: " كانوا في الواقع على استعداد للتحلي بالمرونة بشأن بعض مطالبهم الأساسية، تحدثوا عما هو ضروري لإنهاء الحرب، ولم يصلوا إلى هذه المرحلة بشكل كامل بعد، وإلا لكانت الحرب انتهت، لكننا ننخرط في هذه العملية الدبلوماسية بحسن نية".
وعن رفض روسيا للنظام الأوكراني القائم، قال نائب الرئيس الأمريكي: "أدركوا أنهم لن يتمكنوا من تنصيب نظامٍ تابعٍ لهم في كييف، وكان هذا، بالطبع، مطلبًا رئيسيًا في البداية، والأهم من ذلك، أقرّوا بأنه ستكون هناك ضمانات أمنية لسلامة أراضي أوكرانيا".
استبعاد العقوبات
وبدا من حديث نائب الرئيس الأمريكي أن فرض عقوبات جديدة ضد روسيا يبقى خطوة بعيدة المنال، إذ أكد "دي فانس" أن العقوبات ضد موسكو ليست واردة، لكنه أشار إلى إمكانية اتخاذ القرارات على أساس كل حالة على حدة، وهو ما جاء مؤكدًا لتصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، التي أدلى بها، الأسبوع الماضي، والتي ذكر خلالها أنه لا يعتقد أن فرض عقوبات جديدة سيجبر بوتين على قبول وقف إطلاق النار.
واعترف نائب الرئيس الأمريكي تجنب موسكو محاولات إنهاء القتال، مضيفًا: "إذا نظرتم إلى سلوك الروس، ستجدون أنهم لا يريدون وقف إطلاق النار، لا يريدون وقف إطلاق النار لأسبابٍ معقدة، ضغطنا بالطبع من أجل وقف إطلاق النار، ولدينا الكثير من الأوراق، لدى رئيس الولايات المتحدة الكثير من الأوراق المتبقية ليلعبها للضغط لإنهاء الحرب في أوكرانيا".
لقاء بوتين وزيلنيسكي
وفي وقت سابق؛ أكد الرئيس الأمريكي ، أنه اتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ختام اجتماعه مع القادة الأوروبيين لتنسيق لقاء بين بوتين وزيلينسكي.
وقال ترامب: "بعد ذلك الاجتماع، إذا سارت الأمور على ما يُرام، سألتقيه وسننهي الأمر، ويجب أن تكون بينهما علاقة جيدة نوعًا ما، وإلا فإننا نضيع الكثير من الوقت".
التقى ترامب، زيلينسكي وسبعة من الزعماء الأوروبيين في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، بعد أيام من قمة ترامب وبوتين في ألاسكا، وقال ترامب إن الدول الأوروبية ستكون خط الدفاع الأول لضمان أمن أوكرانيا بعد الحرب، وإنه لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض للدفاع عن الحدود الأوكرانية.