كشفت دراسة جديدة عن أن أعداد المهاجرين إلى الولايات المتحدة انخفضت بشكل كبير منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي، وهي القضية التي كانت على رأس أجندته الرئاسية "أمريكا أولًا" خلال حملاته الانتخابية.
وفور توليه السلطة في بداية 2025، وقع ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية لتنفيذ ما وعد به خلال الحملة الرئاسية الثالثة، من بينها إطلاق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ أمريكا لإخراج من وصفهم بالمجرمين والقتلة والمهاجرين غير الشرعيين من البلاد.
اعتقال واحتجاجات
وقبل أقل من 72 ساعة من وجوده في البيت الأبيض، بدأ التحرك، وألغى الرئيس الأمريكي توجيهًا يحظر على ضباط قوانين الهجرة والجمارك ودوريات الحدود اعتقال المهاجرين المشتبه بهم الذين لا يحملون وثائق في مجموعة متنوعة من المواقع، على رأسها المستشفيات والكنائس والمدارس.
وبسبب ذلك، شهدت عدة مدن احتجاجات حاشدة خارج المباني الفيدرالية ومراكز الاحتجاز، امتدت لعدة ولايات أمريكية، ضد إجراءات الهجرة الشاملة التي اتخذتها إدارة ترامب، وأدت إلى اشتباكات واسعة واعتقال العشرات، ولكن الرئيس الأمريكي استمر في تنفيذ سياساته دون تراجع، وقام بنشر الحرس الوطني لمساعدة قوات إنفاذ القانون.
انخفاض ينمو
ووفقًا لدراسة جديدة أجراها مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث، تبين انخفاض عدد المهاجرين في الولايات المتحدة، الذي كان ينمو منذ أكثر من 50 عامًا، بأكثر من مليون شخص منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير، حيث بلغ عدد المهاجرين رقمًا قياسيًا 53.3 مليون مهاجر في يناير، عندما تولى ترامب المنصب للمرة الثانية.
وبحلول يونيو، انخفض هذا العدد إلى 51.9 مليون، ومن بين جميع المقيمين في الولايات المتحدة، بلغت نسبة المهاجرين 15.4% اعتبارًا من يونيو 2025، وهي نسبة منخفضة من أعلى مستوى تاريخي لها مؤخرًا وهو 15.8% في يناير.
أبرز الأسباب
ووجد الاستطلاع أيضًا أن 750 ألف عامل مهاجر انسحبوا من القوة العاملة في الولايات المتحدة منذ يناير، وهو ما يمثل الآن 19% من المواليد الأجانب، مشيرين إلى أن ذلك يعود إلى العديد من التغييرات في السياسات التي أثرت على السكان المهاجرين في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
كان من ضمن تلك التغييرات القيود التي فرضها جو بايدن على طلبات اللجوء في عام 2024، والتي أدت إلى انخفاض كبير في عمليات عبور الحدود التي تنطوي على مهاجرين يطلبون اللجوء. وبالإضافة إلى ذلك، أشار المركز إلى الإجراءات التنفيذية الـ 181 التي أصدرها دونالد ترامب والتي تستهدف الهجرة، بما في ذلك وصول المهاجرين الجدد والترحيل الجماعي للمهاجرين غير المواطنين.
أكبر المجموعات
وحتى الآن، لا تزال المكسيك أكبر بلد منشأ للمهاجرين إلى الولايات المتحدة، وبحلول منتصف عام 2023 وُلد أكثر من 11 مليون مقيم أمريكي في المكسيك، أي ما يقارب ربع إجمالي المهاجرين على الصعيد الوطني. ووفقًا لبحث مركز "بيو"، انخفضت نسبة المكسيكيين من إجمالي المهاجرين إلى الولايات المتحدة من 29% إلى 22% بين عامي 2010 و2023.
كانت ثاني أكبر مجموعة مهاجرة من الهند، حيث بلغ عددهم 3.2 مليون مهاجر، ما يعادل 6% من إجمالي عدد المهاجرين، اعتبارًا من منتصف عام 2023. أما ثالث أكبر مجموعات المهاجرين فكانت من الصين، حيث بلغ عددهم 3 ملايين مهاجر، ما يعادل 6%، تليها الفلبين، حيث بلغ عددهم 2.1 مليون مهاجر، ما يعادل 4%، ثم كوبا، حيث بلغ عددهم 1.7 مليون مهاجر، ما يعادل 3%.
متوسط الاعتقالات
وكشف تحليل أجرته صحيفة "الجارديان" لبيانات الاعتقال كيف قام ترامب بتعزيز جهاز إنفاذ قوانين الهجرة في البلاد، ودفع مسؤولي الهجرة إلى اعتقال عدد قياسي من الأشخاص. ووجد التحليل أن متوسط الاعتقالات اليومية ارتفع بنسبة 268% مقارنة بشهر يونيو 2024، وأن وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية كانت تستهدف جميع المهاجرين غير الشرعيين، بما في ذلك الأشخاص الذين ليس لديهم سجلات جنائية.
ووجد التحليل أيضًا أن الولايات المتحدة رحلت أكثر من 8100 شخص إلى بلدان ليست بلدانهم الأصلية. وحتى الآن، لم تُظهر حملة ترامب على الهجرة أي علامات على التوقف، حيث أعلنت وزارة الخارجية هذا الأسبوع أنها تقوم بمراجعة سجلات أكثر من 55 مليون مواطن أجنبي يحملون تأشيرات تسمح لهم بزيارة الولايات المتحدة أو الإقامة فيها مؤقتًا، من أجل إلغائها المحتمل.