رغم أنهم كانوا لا يزالون أطفالًا خلال فترتي حكمه، لكن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، صار نجمًا في عالم الجيل Z، وعاد للساحة عبر تطبيق "تيك توك" الشهير، مع انتشار وسوم #BushTok و#BushCore بين أبناء الجيل الذي يحتل مساحة سياسية فريدة من نوعها، وسط استقطاب سياسي هو اللغة الأم للجيل الذي نشأ على التكنولوجيا.
وحقّق مقطع فيديو مُعدّل لبوش، يتألف من مقاطع مختلفة له، 1.6 مليون مشاهدة، كما حقق مقطع آخر، يُظهر نصًا مُركّبًا عليه "عقلية جورج دبليو بوش"، ويضم مقاطع له وهو يتحدث، مليون مشاهدة، فيما حصد مقطع للرئيس الأسبق وهو يتحدث عن فيلم "شريك" لعام 2001 أكثر من مليوني مشاهدة.
وفق مجلة "نيوزويك"، يتخذ عشق جيل Z لبوش الابن أشكالًا مختلفة، فالعديد من مقاطع الفيديو تتسم بالفكاهة، حيث يُشارك أفراد هذا الجيل مقاطع مُعدّلة له كرمز كوميدي غير مقصود، وفي مقاطع أخرى، يُصوَّر بوش بمودة كجدٍّ محبوب.
وقد حصد مقطع فيديو لبوش بعنوان "أطرف رئيس؟" وهو يتحدث إلى مُقدّم البرامج الحوارية جيمي كيميل، متبوعًا بفيديو مُعدّل للرئيس الأسبق، أكثر من 3 ملايين مشاهدة.
في المقابل، اتجه مستخدمو "تيك توك" آخرون إلى إضفاء طابع رومانسي كامل على الرئيس الأسبق.
إحياء بوش الابن
ينقل التقرير عن لاما محمد، وهي زميلة في السياسة التكنولوجية وباحثة في مركز جامعة نيويورك لوسائل التواصل الاجتماعي والسياسة، إن افتتان أبناء الجيل Z بالرئيس الأسبق هو على الأرجح شوق إلى أوقات أبسط "على الرغم من كونهم صغارًا جدًا أو غير قادرين على تذكر أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو حرب العراق".
وأضافت: "مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع على "تيك توك" التي يظهر فيها بوش وهو يقول: "شاهد هذه الحملة الآن" أو "إذا خدعتني مرة واحدة، عار عليك، عار عليك"، تعيد الرئيس الأسبق إلى الواجهة كشخصية جد محببة وسخيفة، وتوفر الترفيه، وحتى الهروب من المناخ السياسي الحالي".
ولفتت إلى أن العديد من التعليقات على مقاطع الفيديو التي تحمل وسم #Bushcore تستغل لحظات من الماضي لمقارنة وقائعه مع الإدارة الحالية.
وتشير إلى أنه في هذا الوسم يقول المستخدمون: "كانت هذه أسوأ لحظات بوش. إنها تتفوق بطريقة ما على أفضل لحظات ترامب"، ما يعكس مدى استياء جيل Z من السياسة الأمريكية المعاصرة.
وتلفت "نيوزويك" إلى أن هذا الحنين ليس جديدًا بالضرورة على جيل Z، فبعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024، انتشرت تعديلات تُقارن المناظرات الماضية والحالية، حيث أعرب بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفهم لتغير نبرة المناظرات السياسية.
إرث الرئاسة
بعيدًا عن الحنين إلى الماضي، هناك عامل آخر مثير للاهتمام، هو كيف تتغير شعبية الرؤساء الأمريكيين بعد انتهاء رئاستهم وتتطور مع مرور السنين.
في تصنيف "يوجوف" لأكثر رؤساء الولايات المتحدة شعبيةً للربع الثاني من عام 2025، احتل جيمي كارتر المرتبة السابعة بنسبة شعبية بلغت 62%، بينما احتل بوش المرتبة العشرين بنسبة شعبية بلغت 41%.
ويتقدم عليه الرئيس السابق جو بايدن مباشرةً في المرتبة التاسعة عشرة بنسبة شعبية بلغت 42% ويحتل ترامب المرتبة الخامسة والعشرين في تلك القائمة بنسبة شعبية بلغت 37%.
ورغم أن الذين عاشوا فترة رئاسة بوش ربما يربطونه بالتكاليف المالية والبشرية الباهظة التي نجمت عن حرب العراق، والركود الأعظم الذي أعقب إدارته، وفشله في معالجة إعصار كاترينا، خاصة قبل الذكرى العشرين للإعصار، فإن إعادة صياغة بوش على أنه حنين إلى الماضي لا يتعلق بفهمهم لسياساته بقدر ما يتعلق باستياء أبناء الجيل Z من الوضع الراهن للسياسة الأمريكية. وقد بدأ تأثير هذا الاستياء يظهر بالفعل.