الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحالف جديد يواجه رسوم ترامب.. كندا تعزز التعاون الاقتصادي مع ألمانيا

  • مشاركة :
post-title
المستشار الألماني فريدريش ميرز يصافح رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في قمة مجموعة السبع

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

يتوجه رئيس وزراء كندا مارك كارني إلى ألمانيا؛ لتعزيز العلاقات في مجالي الدفاع والطاقة، في خطوة تهدف إلى حماية الاقتصاد الكندي من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، وفق ما أوردته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.

وصرح "كارني"، للصحفيين في مبنى البرلمان، أمس الجمعة: "نكثف مناقشاتنا مع ألمانيا في مجالات واسعة، من المعادن الأساسية إلى الطاقة والدفاع والأمن"، لافتًا إلى أنه سيرافقه كبار أعضاء حكومته المسؤولين عن الدفاع والتجارة والصناعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني.

وأكد رئيس الوزراء الكندي أن أجندة ترامب التجارية لا تضع أمام أوتاوا خيارًا سوى بناء تحالفات جديدة. 

وقال كارني في وقت سابق من هذا العام: "يجب على كندا أن تتطلع إلى آفاق أخرى لتوسيع تجارتها، وبناء اقتصادها، وحماية سيادتها.. كندا مستعدة لتولي دور قيادي في بناء تحالف من الدول ذات التوجهات المتشابهة".

ولهذه الغاية، تبذل حكومة كارني جهودًا مكثفة في أوروبا، وفي الأسبوع الماضي زارت وزيرة الصناعة ميلاني جولي ووزيرة الخارجية أنيتا أناند الدول الاسكندنافية، وكانت جولي في السويد وفنلندا، بينما التقت أناند بحلفاء كندا من الدول الخمس الاسكندنافية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فنلندا.

ومن المقرر أن يستقبل المستشار الألماني فريدريش ميرز، رئيس الوزراء الكندي في برلين صباح الثلاثاء المقبل، كما من المقرر أن يلتقي وزير الدفاع الكندي ديفيد ماكجينتي بنظيره الألماني بوريس بيستوريوس، وسيقوم وزير الموارد الطبيعية الكندي تيم هودجسون بجولات في برلين، حيث سيلتقي بالرؤساء والمديرين التنفيذيين لشركات الطاقة والتصنيع والدفاع، كما سيلقي كلمة أمام حشد من رجال الأعمال في السفارة الكندية.

وقال مسؤول حكومي مطلع على خطط هودجسون: "إنها في الواقع مهمة تجارية تركِّز على الطاقة والمعادن الأساسية"، وأشار المسؤول إلى أن ألمانيا "إحدى الأسواق ذات الأولوية" في الاتحاد الأوروبي لأنها أكبر اقتصاد في القارة.

وأضاف المسؤول أن ألمانيا مهتمة بالمعادن الأرضية النادرة الكندية لدعم تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية، كما أنها بحاجة إلى دعم بناء معداتها العسكرية، كعضو في حلف الناتو يسعى جاهدًا لتحقيق هدف الحلف الجديد للإنفاق البالغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي، ولا تزال ألمانيا تسعى إلى تقليص اعتمادها على الغاز الروسي.

كما سيتابع هودجسون أيضًا "تحالف الهيدروجين" الكندي الألماني لعام 2022، الذي وضع هدفًا طموحًا لبدء عمليات التسليم عبر الأطلسي هذا العام، وقال المسؤول: "عملنا معهم بجد على مدار السنوات القليلة الماضية على ممر الهيدروجين عبر الأطلسي"، دون أن يضيف أي تفاصيل أخرى.

كما ترغب ألمانيا في تأمين مصادر جديدة للمعادن الأساسية لمواجهة هيمنة الصين وتسليحها للسوق العالمية.

وأضاف المسؤول الكندي: "لدى كندا الكثير لتقدمه للعالم، لكن هذا يتطلب أيضًا تحفيز الاستثمار.. نحن منفتحون على الاستثمار الألماني في المشروعات الكندية، إذا كان ذلك سيساعد على إنجاحها".

وأعرب كارني عن تطلعه إلى التحدث مع ميرز بعد استضافته في قمة مجموعة السبع في ألبرتا في وقت سابق من هذا العام، بناء على اتفاقية التجارة الأوسع بين كندا والاتحاد الأوروبي.

وبينما تسعى لبناء تحالفات جديدة، أعلنت كندا أنها سترفع رسومًا جمركية انتقامية بقيمة مليارات الدولارات عن الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف التوترات الاقتصادية مع البيت الأبيض، وفق ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

وصرح كارني، أمس الجمعة، بأن كندا ستزيل الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فرضتها منذ مارس على العديد من السلع الأمريكية، لكنه أضاف أن الرسوم الجمركية المتبادلة على الصلب والألومنيوم ستظل قائمة.

وقال: "أُعلِنُ اليوم أن الحكومة الكندية ستعادل الولايات المتحدة الآن من خلال إزالة جميع الرسوم الجمركية الكندية على السلع الأمريكية، والتي تغطيها على وجه التحديد اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا".

وأضاف أن هذه الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في الأول من سبتمبر، متابعًا: "لدى كندا حاليًا أفضل صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنها مختلفة عما كانت عليه من قبل، إلا أنها لا تزال أفضل من أي دولة أخرى".

وقال مسؤول أمريكي، إن قرار كندا بخفض الرسوم الجمركية جاء بعد مناقشات مع وزير التجارة هوارد لوتنيك وممثلين آخرين عن البيت الأبيض، وأضاف: "قيل لهم إن الرسوم الجمركية الانتقامية لا تساعد موقفهم في التفاوض مع الرئيس (ترامب)".