الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نمتلك اليوم صواريخ بقدرات أفضل.. إيران تحذر إسرائيل وأمريكا

  • مشاركة :
post-title
الصواريخ الإيرانية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لوحت إيران إلى قدرتها على استخدام صواريخ وتكنولوجيا غير مسبوقة، حال تجدد المواجهة مع إسرائيل، في خطوة اعتبرها المراقبون بمثابة تحذير لجيش الاحتلال من مهاجمة طهران مرة أخرى بعد حرب الـ12 يومًا، في يونيو الماضي.

قال وزير الدفاع الإيراني، الأربعاء، إن طهران بنت جيلًا جديدًا من الصواريخ المتطورة الجاهزة للاستخدام ضد إسرائيل في حال تعرضها لهجوم آخر، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.

وقال العميد عزيز ناصر زاده للصحفيين في طهران "نمتلك اليوم صواريخ بقدرات أفضل بكثير"، في إشارة إلى استعداد إيران لمواجهة أوسع نطاقا ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضًا مع الولايات المتحدة، التي قال إنها زودت القوات الإسرائيلية بالدعم الاستخباراتي واللوجيستي خلال الحرب الأخيرة.

المنشآت النووية في إيران

ويؤكد هذا الإعلان على تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب الصراع الذي استمر 12 يومًا في يونيو الماضي، في وقت تسعى إيران لإظهار قدرتها على الاعتماد على الذات في إنتاج الأسلحة، في تحدٍّ لأنظمة الدفاع الإسرائيلية والأمريكية، مما يُؤجج المخاوف من اتساع سباق التسلح في المنطقة.

قال نصير زاده إن الصواريخ المستخدمة في حرب يونيو كانت قديمة، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، وإن إيران تمتلك الآن أسلحة ذات مدى ودقة أكبر، وحذّر من أن "مغامرة أخرى" من إسرائيل ستُقابل بهذه الأنظمة الجديدة، مؤكدًا أن القوات الإيرانية تعتمد كليًا على الأسلحة المصنعة محليًا.

وزعم ناصر زاده أن الصواريخ الإيرانية ألحقت "خسائر فادحة" بإسرائيل خلال الصراع الأخير بسبب دفاعات إسرائيل المتعثرة، حيث بلغت معدلات الاعتراض المبكر 40% وانخفضت إلى 10% بحلول النهاية.

شرح لفتحات التهوية في المنشآت النووية الإيرانية

وأضاف أن تكتيكات إيران تحسنت في الوقت الذي ضعفت فيه أنظمة إسرائيل، وجاءت تصريحات نصير زاده بعد أن صرّح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في وقت سابق من هذا الشهر بأن جيش الاحتلال مستعد لشن المزيد من الضربات على إيران، ووصف صراع يونيو بأنه خطوة استباقية ناجحة حيّدت تهديدًا وجوديًا.

في الثاني والعشرين من يونيو الماضي، شنت الولايات المتحدة هجومًا على فوردو، وهي منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم مدفونة على عمق كبير داخل جبل، باستخدام أعمق قنبلة تقليدية تصنعها الولايات المتحدة على الإطلاق.

استهداف فتحات التهوية

واستهدفت الضربة الأمريكية فتحتي تهوية، وأصابت كل منهما بسلسلة من ست قنابل من طراز GBU-57، ما أدى إلى تشقق طبقات الصخور والخرسانة التي تحمي المنشأة تحت الأرض، بحسب نيويورك تايمر".

قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية إن القنابل ربما لم تصل إلى الغرفة التي تحتوي على أجهزة الطرد المركزي الضرورية للبرنامج النووي الإيراني، وأشاروا إلى أن الهدف كان تدميرها بالموجات الصدمية وغيرها من تأثيرات الانفجارات.

احتمالات التفجير في المنشآت النووية الإيرانية

عندما بحث مخططو الهجوم عن نقاط الضعف في بنية فوردو، ركزوا على فتحات التهوية التي تفتح على جانب الجبل فوق المخبأ، والتي من شأنها أن تسمح لهم بتجنب محاولة شق طريقهم عبر الصخور الصلبة فوق المنشأة.

قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، مُطّلع على عملية صنع القرار، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل التشغيلية، إن الأعمدة الرئيسية لم تكن تتجه للأسفل بشكل مستقيم، بل كانت تتعرج وتدور بشكل متعرج عند القمة، مما يعني أن الطريق إلى المخبأ لم يكن مستقيمًا إلا قرب النهاية.

التربة الإيرانية.. حصون قديمة

وقال عدد من الجيولوجيين الذين استشارتهم صحيفة نيويورك تايمز إن المسح الإيراني لمنطقة فوردو، الذي نُشر عام 2020 في مجلة Geopersia، وهي مجلة أكاديمية من جامعة طهران، يشير إلى أن الصخور هناك تتكون إلى حد كبير من الإجنيمبريت، وهو نوع من الصخور البركانية.

عمق القنبلة الأمريكية

قال إسحاق ماكوفسكي، عالم جيولوجيا وأستاذ مشارك في جامعة حيفا في إسرائيل: "الإجنيمبريت مادة رائعة للحفر"، وأن الإجنيمبرايت يُقدم ميزة أخرى للإيرانيين، فبفضل مساميته النسبية، قد يُخفف من موجات الصدمة المدمرة، كتلك الناتجة عن القنابل الأمريكية، وبهذه الطريقة، قد يعمل الإجنيمبرايت كـ"أكياس رمل حول الحصون القديمة، مُجهزة لصد الرصاص".

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن مجمع فوردو كان يحتوي أيضًا على طوابق متعددة، مما أدى إلى زيادة عدد القنابل التي حسبت الولايات المتحدة أنها بحاجة إليها لتدمير أجهزة الطرد المركزي وغيرها من المعدات.

تأثير محدود للانفجار

وأكد أن القنابل ربما لم تصل إلى غرف أجهزة الطرد المركزي نفسها، رغم أن المحللين ما زالوا يُجرون تقييمات مُفصلة، وأضاف أن الهدف كان استخدام موجات الصدمة وتأثيرات الانفجارات الأخرى لتدمير أجهزة الطرد المركزي، ولو لم تصل القنابل إلى المخبأ نفسه، فإن الانفجارات كان من الممكن أن تسبب أضرارا كبيرة لو حدثت خارجه مباشرة أو في فتحة التهوية، وإذا نجحت قنبلة واحدة أو أكثر في الوصول إلى المخبأ، فإن الضرر، مهما كان كبيرًا، قد يظل محدودًا.

وقال بيتر ماكدونالد، وهو مدير آخر في شركة فايبر: "أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى إحراق كل شيء بشكل كبير"، لكن على الرغم من الدمار الذي سيلحق بالمعدات جراء انفجار في مساحة محصورة داخل المخبأ، وأضاف أنه لا يتوقع انهيارًا كاملًا لفوردو، ومن المرجح أن تقتصر الأضرار الهيكلية على المناطق القريبة من الانفجار.