بعد الضربات المدمرة التي نفذتها إسرائيل بالتنسيق مع الولايات المتحدة ضد البنية التحتية النووية الإيرانية، والتي شملت تدمير منشآت تخصيب رئيسية، ومنظومات صاروخية باليستية، وأعداد ضخمة من الطائرات المسيرة، ترى صحيفة "معاريف" العبرية، أنه لم يعد أمام طهران سوى خيار وحيد على طاولة المفاوضات هو التفكيك الكامل لما تبقى من قدراتها النووية والصاروخية.
ذكرت "معاريف" أيضًا أن إسرائيل، التي حسمت خياراتها الاستراتيجية، تؤكد أن مرحلة الاتفاقات الجزئية والتسويات المرحلية قد انتهت بلا رجعة. فالدبلوماسية التي طالما منحت إيران الوقت للمماطلة لم تعد مقبولة، والخطاب الإسرائيلي اليوم يقوم على معادلة واضحة وهي "لا استرضاء ولا تنازلات ولا حلول نصفية".
ضغوط دبلوماسية وشروط صارمة
كشفت الصحيفة العبرية نقلًا عن مصادر غربية عن تحركات يقودها المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، استعدادًا لجولة جديدة من المحادثات مع طهران، بمشاركة أوروبية محتملة من باريس وبرلين ولندن، في محاولة لتفادي تفعيل آلية "سناب باك" التي قد تعيد فرض العقوبات الأممية الكاملة على إيران. لكن هذه المهلة تقترب من نهايتها، ما يجعل الجولة المرتقبة أخطر من أي وقت مضى.
أما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال: "الصفقات والمقترحات القديمة لم تعد موجودة. نحن أمام مرحلة جديدة تنطلق من دروس الحرب، لا من أخطاء الماضي العقيمة".
ويتفق التوجه الأمريكي والإسرائيلي على قاعدة أساسية وهو لا مفاوضات قبل التزام طهران بخطوات ملموسة وقابلة للتحقق، إذ أكدت إسرائيل بدورها على معادلتها القديمة التي تحمل شعار "صفر-صفر-صفر" أي صفر تخصيب لليورانيوم، صفر مفاعلات ماء ثقيل لإنتاج البلوتونيوم، وصفر مواد انشطارية داخل الأراضي الإيرانية.
هذه الشروط تضاف إليها مطالب أكثر صرامة تشمل، التفكيك الكامل لأجهزة الطرد المركزي ومنشآت التخصيب مثل فوردو، ووقف إنتاج الماء الثقيل وإخضاع كل المواقع النووية لرقابة شاملة، والكشف الكامل عن الأنشطة السابقة لتطوير السلاح النووي، وتدمير البنية التحتية ذات الصلة، وإنهاء شبكة الوكلاء الإقليميين، بما يشمل حماس وحزب الله والحوثيين، والتي وصفتها إسرائيل بأنها "أذرع الإرهاب الإيراني"، بحسب "معاريف".