الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"إشارة للسلام".. ملابس "زيلينسكي" تثير الجدل داخل أروقة البيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أثارت القمة التي جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض مساء أمس الاثنين، جدلاً غير متوقع حول الموضة والدبلوماسية. فبعد أن تعرض زيلينسكي في زيارته السابقة لانتقادات لاذعة بسبب ظهوره بقميص أسود يحمل الرمز الأوكراني، اختار هذه المرة مظهرًا رسميًا لافتًا، جمع بين البروتوكول والأصالة.

وظهر زيلينسكي في بدلة سوداء عسكرية صُممت خصيصًا له من قبل العلامة التجارية الأوكرانية "فيكتورانيسيموف"، تضم سترة بجيوب أمامية وبنطالًا متطابقًا وحذاءً عسكريًا. واعتُبر هذا الاختيار خطوة رمزية تجمع بين الالتزام بالمظهر الرسمي المطلوب في البيت الأبيض وبين الحفاظ على هوية القائد في زمن الحرب.

فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التزم زيلينسكي بزيه العسكري الأيقوني كرمز للتضامن مع الجنود الأوكرانيين، لكن مظهره الجديد يعكس مرونة سياسية وفطنة دبلوماسية.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إطلالة زيلينسكي تحولت فورًا إلى موضوع حديث في أروقة البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية، بل حتى داخل فريق ترامب قبل الزيارة. وأكد أحد مستشاري ترامب أن ارتداء زيلينسكي لبدلة رسمية سيكون "إشارة جيدة للسلام".

هذا الموقف يناقض الانتقادات الحادة التي وُجهت للرئيس الأوكراني خلال زيارته السابقة، حين وبخه ترامب علنًا على "عدم احترامه للزي الدبلوماسي". آنذاك، سأله الصحفي المحافظ برايان جلين: "لماذا لا ترتدي بدلة؟ أنت في أعلى منصب في هذا البلد وترفض ارتداء بدلة". وردّ زيلينسكي ساخرًا: "سأرتدي بدلة حالما تنتهي الحرب. ربما واحدة مثلك، أو أفضل، أو أرخص، لا أعلم".

لكن المشهد تغير أمس، إذ أُشيد ببدلته في مدخل البيت الأبيض، حيث قال ترامب مبتسمًا: "أحبها". حتى جلين الذي انتقده سابقًا، أثنى عليه قائلاً: "تبدو رائعًا في هذه البدلة". أما زيلينسكي، فردّ بروح الدعابة: "لقد تغيرت.. أنت لم تتغيّر".

وبعيدًا عن المظهر، يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل رسالة دبلوماسية ذكية، حيث حاول زيلينسكي تحقيق التوازن بين احترام البروتوكول الأمريكي والإبقاء على رمزية النضال الوطني. هذا التغيير يعكس إدراكًا لأهمية التواصل المرئي في السياسة المعاصرة، في وقت تخضع فيه كل تفصيلة من مظهر القادة لتحليل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.