الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زيلينسكي يغري ترامب.. تفاصيل صفقة تسليح بـ100 مليار دولار بتمويل أوروبي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت وثيقة حصرية اطلعت عليها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن مقترح أوكراني طموح، يتضمن شراء أسلحة أمريكية بقيمة 100 مليار دولار بتمويل أوروبي، وذلك مقابل الحصول على ضمانات أمنية أمريكية بعد التوصل لتسوية سلمية مع روسيا، وقد شاركت كييف هذه المقترحات مع الحلفاء الأوروبيين، قبيل اجتماع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين.

صفقة شاملة للأسلحة والطائرات المسيّرة

تشمل الصفقة المقترحة شقين رئيسيين، إذ تتضمن شراء أوكرانيا لأسلحة أمريكية بقيمة 100 مليار دولار، إلى جانب اتفاقية منفصلة بقيمة 50 مليار دولار لإنتاج طائرات مسيّرة بالتعاون مع شركات أوكرانية طوّرت تقنيات رائدة في هذا المجال منذ بداية الحرب مع روسيا في 2022.

ورغم أن الوثيقة لم تحدد أنواع الأسلحة المطلوبة، إلا أن أوكرانيا أعربت صراحة عن رغبتها في شراء 10 أنظمة دفاع جوي من طراز "باتريوت" الأمريكية على الأقل لحماية مدنها وبنيتها التحتية، بالإضافة إلى صواريخ ومعدات عسكرية أخرى.

استراتيجية لاستمالة الإدارة الأمريكية

صُمّم العرض الأوكراني خصيصًا لجذب ترامب من خلال التركيز على المنافع الاقتصادية للصناعات الأمريكية، إذ أكد الرئيس الأمريكي هذا التوجه خلال تصريحاته في البيت الأبيض عندما سُئل عن المساعدات العسكرية الإضافية لأوكرانيا، قائلًا: "نحن لا نقدّم أي شيء مجانًا، بل نبيع الأسلحة".

وجاء هذا المقترح كرد فعل أوكراني على تحوّل موقف ترامب بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الأسبوع الماضي، حيث بدا أنه يتماشى مع الموقف الروسي لإنهاء الحرب.

رفض قاطع للمقترح الروسي

رفضت أوكرانيا بشدة اقتراح بوتين الذي قدّمه لترامب، والذي يقضي بتجميد خطوط المواجهة الحالية مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الشرقية المحتلة جزئيًا في دونيتسك ولوجانسك.

وحذرت الوثيقة الأوكرانية من أن قبول هذا المقترح "سيوفر موطئ قدم لتقدم سريع إضافي للقوات الروسية نحو مدينة دنيبرو"، مما يمكن بوتين من "تحقيق أهداف العدوان بوسائل أخرى".

كما أكدت أوكرانيا أنها لن تقبل أي صفقة تتضمن تنازلات إقليمية لروسيا، وتصر على وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو اتفاقية سلام شاملة.

شروط السلام وآليات التنفيذ

أكدت الوثيقة أن "السلام الدائم يجب أن يقوم ليس على التنازلات والهدايا المجانية لبوتين، ولكن على إطار أمني قوي يمنع العدوان المستقبلي".

وطالبت كييف بتعويضات كاملة من روسيا عن أضرار الحرب، يمكن تمويلها من الأصول الروسية المجمدة البالغة 300 مليار دولار في البلدان الغربية.

كما شددت على ضرورة ربط أي تخفيف للعقوبات بالتزام روسيا بتنفيذ اتفاقية السلام المستقبلية، حيث يجب على موسكو أن "تلعب لعبة عادلة" للحصول على أي تسهيلات اقتصادية.

وفي السياق ذاته، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال الاجتماع العلني في واشنطن عن ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار قبل أي خطوات تالية، مؤكدًا أن "مصداقية الجهود المبذولة اليوم تعتمد على تحقيق وقف إطلاق النار على الأقل".

وأشارت الوثيقة إلى أن الإعلام الروسي يُظهر عدم جدية الكرملين بشأن صفقة سلام محتملة، مستشهدة بتعليقات ازدراء من مقدم برنامج تلفزيوني بارز يُدعى فلاديمير سولوفيوف، الذي سخر من "تهديدات" ترامب لروسيا، قائلًا إن موسكو يمكنها "تدمير الولايات المتحدة بالأسلحة النووية".