انتشرت حرائق الغابات بشكل خطير بالقرب من عواصم مثل مدريد وأثينا الأسبوع الماضي، حيث أظهرت البيانات أن عدد الحرائق في أوروبا ارتفع بنحو 50 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بحسب فايننشال تايمز.
يكافح رجال الإطفاء حرائق في إسبانيا والبرتغال وفرنسا وتركيا واليونان والجبل الأسود، في الوقت الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة في أجزاء من جنوب أوروبا إلى ما يزيد على 40 درجة مئوية واضطرت البلدان إلى إصدار تحذيرات من الحرارة.
تم إجلاء آلاف الأشخاص بسبب الحرائق، بما في ذلك من غرب بيلوبونيز قرب مدينة باتراس، وجزيرتي زاكينثوس وكيفالونيا السياحيتين الشهيرتين في اليونان، وحذّر المسؤولون من "يوم عصيب للغاية".
كما تم إجلاء أكثر من 8 آلاف شخص في زامورا وليون في شمال غرب إسبانيا بسبب الحرائق، بحسب ما أعلن ألفونسو فرنانديز مانويكو، رئيس الحكومة الإقليمية.
وفي منطقة أتلانتيرا الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي في جنوب إسبانيا، تم إجلاء نحو 2000 شخص من بلدات بما في ذلك زاهارا دي لوس أتونيس يوم الثلاثاء.
حذّر المسؤولون من "خطرٍ شديد" لاندلاع حرائق في عدة دول خلال الأسبوع المقبل، وقد شهدت أوروبا موجات حرّ شديدة خلال أشهر الصيف، مما أدى إلى تفاقم الجفاف وحرائق الغابات، بالإضافة إلى الضغط الهائل على نظام الطاقة في القارة.
وقالت وكالات الأرصاد الجوية إن معظم دول شبه الجزيرة الأيبيرية وفرنسا ومنطقة البلقان واليونان ورومانيا وبلغاريا وسلوفينيا والمجر تواجه "مخاطر شديدة بشكل خاص" في الأسبوع المقبل.
وقال أكشاي ديوراس، وهو باحث علمي في المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي وقسم الأرصاد الجوية في جامعة ريدينج، إن موجات الحر أدت إلى جفاف التربة والنباتات، "ما أدى إلى تحويل المناظر الطبيعية إلى صناديق بارود".
تزداد موجات الحرّ شدةً وتواترًا بسبب تغيّر المناخ، مما يعني أن تغيّر المناخ يُؤجج حرائق الغابات بشكل مباشر. ما نشهده في جميع أنحاء أوروبا حاليًا مثالٌ واضحٌ على كيف أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يُفاقم حرائق الغابات ويجعل السيطرة عليها أصعب.
أظهرت بيانات من نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي هذا الأسبوع أن أكثر من ضعف المساحة في جميع أنحاء أوروبا احترقت في حرائق الغابات هذا العام، أو حوالي 410 ألف هكتار مقارنة بنحو 189 ألف هكتار في العام الماضي.
تم رصد نحو 1600 حريق فردي في أوروبا حتى الآن هذا العام، مقارنة بنحو 1090 حريقًا في نفس الفترة من العام الماضي.
قال وزير العدل الإسباني فيليكس بولانيوس إن رجال الإطفاء في إسبانيا وحدها يتعاملون مع 14 حريقًا كبيرًا منتشرًا في جميع أنحاء البلاد في 10 مناطق مختلفة بما في ذلك قشتالة وليون وجاليسيا ومنطقة مدريد.
وقال إن "تغير المناخ يجعل درجات الحرارة القصوى تشكل خطرًا واضحًا لاندلاع الحرائق في بلدنا، والتي أصبحت مدمرة بشكل متزايد ويصعب مكافحتها".
توفي شخصان، أحدهما رجل إطفاء متطوع يبلغ من العمر 35 عامًا في قشتالة وليون. كما تضررت لاس ميدولاس، وهي حديقة طبيعية ومنطقة تعدين رومانية قديمة أدرجتها اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1997، في المنطقة نفسها.