الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأيام ستجيب.. هل يُضحي "ترامب" بأوكرانيا من أجل مصالحه مع "بوتين"؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - محمد أبوعوف

شكّلت القمة التي عُقدت في ولاية ألاسكا الأمريكية، الجمعة الماضي، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أحدث مثال على تقلبات الإدارة الأمريكية التي تسعى دائمًا إلى تحقيق مصالحها وإيجاد شراكات كبيرة مع موسكو؛ من أجل احتواء منافسها الأول في العالم، وهي الصين. ورأى محللون، خلال حديثهم لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ أحد أهم أهداف دونالد ترامب من القمة، رغبته في تحقيق "سلام" يُعزّز موقفه السياسي، بينما يرى آخرون أنَّ بوتين هو الفائز الأكبر، وأنَّ القمة أضعفت موقف الولايات المتحدة الأمريكية وأوكرانيا.

ماذا يريد ترامب؟

أكدت الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية، ميس الكريدي، أنَّ العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين تتسم بـ"المرونة" و"القبول المتبادل"، على عكس الشائعات المنتشرة في الأوساط السياسية.

وفي حديثها لـ"القاهرة الإخبارية"، أوضحت الكريدي أنَّ "ترامب" يسعى لإبرام اتفاق سلام من أجل وقف الحرب في أوكرانيا، الأمر الذي يتطلب إيجاد شراكات دولية حقيقية، مشيرة إلى أنه يرى في الرئيس الروسي شريكًا أساسيًا لتحقيق هذا الهدف.

وتوقعت الباحثة في الشؤون الدولية أنَّ تكون المحادثات بين الرئيسين الأمريكي والروسي قد تركزت على ترتيبات حول العالم وإعادة تقييم الاقتصاد العالمي، مستبعدةً أنَّ تكون العملية العسكرية في أوكرانيا قد نوقشت بينهما بشكل علني.

وذكرت الباحثة في الشؤون الدولية أنَّ الغرب رأى بأن الهدف الرئيسي من "قمة ألاسكا" قد تحقق، وهو بوصول رسالة مشتركة مفادها تحييد موقف الغرب والتوقف عن التدخل في أوكرانيا.

وبشأن التكهنات التي لم تُعلن عقب الانتهاء من قمة الزعيمين، أشارت إلى أنَّ دونالد ترامب، يتعامل مع الدول من منطلق مبدأ التاجر خلال عقد صفقاته؛ ولديه قناعات بأنه فور إنجازه تقاربًا بين روسيا وأوكرانيا، سيتمكن من صناعة السلام والاقتراب من الفوز بـ"جائزة نوبل".

وبحسب الباحثة في الشؤون الدولية، يمثل القلق الرئيسي لدى ترامب التمدد الاقتصادي للصين، الذي يسير بـ"آلية عالمية جديدة"، وهو حريص على ألّا تكون بكين حليفًا استراتيجيًا مهمًا لموسكو، فضلًا عن الملفات المتصاعدة في قارة آسيا.

بوتين هو الفائز

واعتبر المدير التنفيذي لمركز السياسة الخارجية في واشنطن، جاستن توماس، أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الفائز الأكبر من قمته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.

وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أشار توماس إلى أنَّ استقبال ترامب لبوتين، رغم صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه من الإنتربول واتهامه بارتكاب جرائم حرب كبرى، لا يُظهر الولايات المتحدة بمظهر القوة العظمى.

ويرى "توماس" أنَّ القمة أظهرت أمريكا في موقف ضعف، وأنَّ أوكرانيا هي الخاسر الأكبر، خصوصًا أنَّ ترامب دعا بوتين بشكل "غير قانوني" وبدون حضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أن قيام ترامب بإبرام صفقة نيابة عن أوكرانيا هو "فكرة سيئة للغاية".

وأوضح أنَّ الرئيس الأمريكي اتبع نظرية جيوسياسية أربكت حساب الأوروبيين، وطالب كييف والشعب الأوكراني بأن يكونوا جزءًا من المعادلة التي يضعها ترامب لبلادهم.

ورغم الفتور الكبير الذي يظهره الأوروبيون من قمة ألاسكا، يرى المدير التنفيذي لمركز السياسة الخارجية أنَّ العلاقات الأمريكية الأوكرانية لن تكون جيدة في الفترة المقبلة، خصوصًا في ظل وجود مخاوف من تبادل الأراضي.

تفاصيل قمة ألاسكا

قال مصدران مطَّلعان على القمة "الأمريكية - الروسية" في ألاسكا، إنَّ موسكو على استعداد للتخلي عن جيوب صغيرة تحتلها في أوكرانيا، مقابل انسحاب كييف عن مساحات من أراضيها في شرق البلاد التي لم تتمكن روسيا من الاستيلاء عليها.

وبحسب "رويترز"، أفاد المصدران المطلعان بأنَّ معرفتهما بمقترحات بوتين تستند في الغالب إلى المناقشات بين القادة في أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا، وأشارا إلى أنها "ليست كاملة".

وبموجب الاتفاق الروسي المقترح، ذكر المصدران أنَّ كييف ستنسحب بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوهانسك الشرقيتين، مقابل تعهد روسي بتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين.

إعادة أراضٍ لأوكرانيا

وأوضح المصدران أنَّ روسيا ستكون مستعدة لإعادة مساحات صغيرة نسبيًا من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في منطقتي سومي الشمالية وشمال شرق خاركيف.

وأشارا إلى أنَّ بوتين يتوقع أيضًا رفع مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا على الأقل؛ ومع ذلك، لم يتمكنا من تحديد ما إذا كان هذا ينطبق على العقوبات الأمريكية وكذلك الأوروبية.

وتوقع المصدران أنَّ أوكرانيا ستُمنع أيضًا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، رغم أنَّ بوتين بدا منفتحًا على حصول أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية.

وتابعا: "روسيا ستطالب أيضًا بمنح اللغة الروسية وضعًا رسميًا داخل أجزاء من أوكرانيا أو في أنحاء البلاد، بالإضافة إلى حق الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في العمل بحرية".